وكنت بدونه في الريتز !!!!
الإهداء/
إليه وإليه وإليه
الكاتبة / د - مريم العتيبي
ذهبت عصرا
إلى ذلك المكان
المكان الذي كنا فيه
قبل عشر سنوات
لم يتغير
نوافير الماء
كانت تستقبلني
فخامة المكان
الاشجار
الستائر
الطاولات
الكراسي
المرايا
الملامح الهادئة
الغارقة في بحر من التأمل
الهدوء يملؤ المكان
كل الاشياء في الريتز
تسألني عنك
تستغرب حضوري
إلى هذا المكان
بدونك
يدي كانت منفردة
أين يدك التي كانت تحتضنها
أين دفئك الذي كان يسير بجانبي
وكأنه بداخلي
سرت بهدوء
جلست على ذلك
المقعد الخشبي
أخضر اللون
أمامي طاولة وعليها
باقة ورد مشرقة
وصحن صغير وحيد
تسكنه
قطعة صغيرة يتيمة
من الحلوى
وامامي كأسا من " موكا" بارد
قطع الثلج تملؤ الكأس
تذكرتك
هل نسيتك حتى اتذكر
بهدوء تتسرب ملامحك إلى ذاكرتي
استحضرها
التقينا
وعشنا
وافترقنا
مازلت أنتَ أنتَ
ومازلت
اشتاقك كأنني للتو التقيك
الملامح تجلس
امامي
وحولي
لا أحد لوحده إلا أنا
ولا أحد يتأمل قهوته الباردة إلا أنا
لأول مرة اشرب قهوة باردة
لأول مرة في حياتي
اشربها باردة
...ملأتها بقطع السكر
عل مرارتها تزول
لكن عبثاً حاولت
ارتشف قهوتي بهدوء
احدث نفسي بحنو
هل نسيتني
هل نسيت ذلك الماضي الذي كان
هل نسيت ذلك القلب الذي سكنته
وتوسطت سويدائه
هل نسيت
ذكرياتنا
ولحظاتنا
هل نسيت كيف كنا
نسيت أم تناسيت
كيف مرت بك الحياة بدوني
بل كيف مرت بي الحياة بدونك
كيف غادرت عالمي
وتركتني في ذلك العش
لوحدي
ارتقبت حضورك كثيرا
لكنني في نهاية المطاف
اكتشف أنني لوحدي
وأنك رحلت
هذا قدري أن أكون لوحدي
أن أحيا بدونك
أن أظل فراشة منفردة
تطير بجناحين ملونين
وتعود لتكتشف أنها لوحدها
أن أظل جورية
عاطرة ....
ينتشر عطرها
ثم تتألم وتفكر وتظل لوحدها
أين ذلك الحب
أين ذلك الشوق
أين تلك اللهفة
وأين رحلت تلك الشموع
أين سكنت تلك المشاعر
وأين غادرت تلك المودة
أين شواطئ الوجد التي كانت تحتضن لهفتنا
أين خصوصيتنا
وانتماؤنا
أين ذلك الدفء
وأين تلك العذوبة
أين ذلك القلب
أين رحل
وكيف غادر
أين
أين أين ؟؟؟
انتهيت من قهوتي
قمت بتثاقل من مكاني
ودعت الطاولة
واحتضنت الورد
وتركت قطعة الحلوى
اليتيمة
لوحدها
وغادرت ذلك الكرسي
سرت من مكاني بهدوء كما دخلت .
المرايا كلها كانت صورتي لوحدي
ودعتها
ودعتني الستائر
اطلت النوافير بنظرة حزن
وسرت ....في طريقي
يدي لوحدها
مازالت تحن لمن يشاركها
الطريق
والحب
والشوق
مازالت
تحن لك .....
تركت كل شيء
غادرتك ...
وغادرت بقاياك
وفتات من ذكرياتك
حيث كنا ذات يوم
في الريتز