الكاتبة ـ هويدا الشوا
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
* "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (آل عمران: 190-191)
إن التفكر في خلق الله من المعجزات المنسية لدينا.
لذلك في زحمة الحياة اليومية، غالبًا ما ننسى التفكر في عظمة الخالق وقدرته التي تتجلى في كل ما يحيط بنا. نمر بالمعجزات مرور الكرام، دون أن نتمعن في تفاصيلها أو نقف لحظة للتأمل في بديع صنع الله. إن التفكر في خلق الله ليس مجرد عبادة، بل هو وسيلة لزيادة الإيمان واليقين، وفهم أعمق لحكمة الله ورحمته.
تدعونا عظمة الخالق وقدرته في كل شيء حولتا للتأمل في هذا الكون ، في النجوم والكواكب، وفي الطبيعة من جبال وبحار وأشجار، نرى تصميماً بديعاً وتوازن دقيق يدل على وجود خالق عظيم.
التفكر هذا يزيد إيماننا فنقدر النعم التي أنعمها الله علينا.
قال تعالى :
* "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" (الذاريات: 20-21)
وقال تعالى :
* "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ"
(الغاشية: 17-20)
ومن المعجزات المنسية التي تستحق التأمل: دوران الأرض حول الشمس، وتعاقب الليل والنهار. هذه الدورة المنتظمة التي تحدث كل يوم هي من أعظم الآيات التي تدل على قدرة الله وتنظيمه المحكم للكون.
إن التفكر في خلق الله يفتح لنا أبوابًا من المعرفة والإيمان.
عندما نتأمل في الكون من حولنا، ندرك أن كل شيء فيه يسير وفق نظام دقيق ومحكم، وأن كل جزء فيه يؤدي وظيفة محددة. هذا النظام لا يمكن أن يكون قد جاء عن طريق الصدفة، بل هو دليل على وجود خالق عظيم، عليم، حكيم. فلنجعل التفكر في خلق الله جزءًا من حياتنا اليومية، ليزداد إيماننا وتتعمق معرفتنا بالله
ونحتم مقالتنا في قوله تعالى :
* "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (النحل: 10-11)