الكاتب : هويدا الشوا

أحكى اليوم قصة واقعية عن شعورين مختلفين لتوأمان لم يفهمهما أحد تراكم الشعور بداخلهما حتى تحول إلى وحش يود ألتهامهما في أي لحظة. 

قبل أن نبدأ أود أن أخبر الجميع أبنائنا أمانة في أعناقنا أبنائنا ليسو مجرد عدد أو رقم يُضاف لبطاقة العائلة ليس جماد أو حجر تحركه كما تشاء وتوجهه كما تهوى هم أشخاص مختلفين بأفكار مختلفة وطموح وأحلام ومشاعر لم يكونوا ولن يكونوا يوماً دُمى تحركها كما ترغب. 

   لذلك أنصح المتزوجون أو المقدمون على هذه الخطوة بالتريث والتفكير الجيد قبل الإنجاب وأقول ( إن لم تستطع أن تمنح الحب والعطاء والأمان والمستقبل الجيد رجاءً لا تُنجب ). 

فالكارثة الحقيقية تنتج من البيئة التى يتعايش بها الطفل ونقصد هنا بالبيئة التي يوفرها الأب والأم فعدم توافق الوالدين من الأصل هو بداية الخطأ ماذا تتوقع أن يكون أطفال أب وأم لا يتوقفون عن العراك طوال الوقت صوتهم يسمع من جانب المبني المجاور لبيتهم.  

-لا يوجد بيت يخلو من المشاكل والخلافات في وجهات النظر ولكن يوجد أب وأم عَرفُا جيدا كيف يحتويا الموقف وآخرين لم يعرفا ؛خرج الأمر معهم عن السيطرة. 

 فبدأ الطفل هنا يتعلم كيف يهاجم من حوله دون أن يفهم السبب فقط لأن صوت أبوه مرتفع طوال الوقت فظن أن الصوت المرتفع يجلب الحق ويهيب الجميع فأعتمده في قاموسه حتى يحصل على مايريد هنا قد نمى الخطأ وتفاقم. 

 -ولننوه هنا أن الخطأ يبدأ صغيرا ضئيلاً حتى لا نلقى نحن له بالاً ويتفاق ثم يتفاقم حتى يصبح كارثي 

ونفقد السيطرة عليه. 

لا وقت للوم النفس ومحاسبتها الأن ولا وقت ايضا لإعادة التربية فالطفل قد كبر ولا سيطرة لنا عليه

ماذا نفعل الأن ؟ 

كل ما يسعنا أن نفعله الآن هو احتواء الشعور احتواء الشخص ككل.  

-التوأمان هما مجرد مثال لقصص اخرى كثيرة .

التوأمان فتاتان نشأتا بنفس البيئة 

تحت سقف واحد بمشاعر مختلفة 

( المشكلة هنا كانت بكمية الإهتمام )

نعرف جيدا أن الأطفال حساسون جدا اتجاه الأشخاص حساسون اتجاه الشعور والمواقف فهم يفسرون ردات فعلك اتجاههم بدقة يركزون على كمية اهتمامك بهم.  

وبالأطفال التوأم يزيد هذا الأمر قليلاً لأنه يدخل هنا عنصر المقارنات لا تنحصر على البيت فقط بل بالخارج وبالمدرسة وبين زملائهم وأصحابهم. 

التوأمان كان بينهما علاقة مترابطة لكنها ليست متناغمة علاقة تكاد أن تُوصف بالمفردة فكل واحدة منهن أرادت أن تفصل نفسها عن الطرف الآخر بأي طريقة ممكنة أو غير ممكنة. 

 إحداهن أختارت ولم أقل أجبرت أختارت أن تكن العنصر الأقوى في هذة العلاقة فأخضعت الطرف الأخر وألزمته مكانه أي وضعت حاجز بدأ صغيرا ثم كبر مع الوقت بينها وبين أختها. 

 فأختها كانت مسالمة وهادئة لا تحب التدخل في أي شيء لكنها كانت خائفة كانت تبحث طوال الوقت عن نقطة أهتمام واحدة من أختها الأكبر التي كانت طوال الوقت تعزلها عنها بكل الطرق رفضاً لها. 

 هي لم ترد شيء سوى الإهتمام وبعض الحنان الأخوى فقط أرادت من أختها أن تسمعها أن تربت على كتفها 

 عكس مافهمته الفتاه الأكبر تماما فقد فسرت أختها بطريقة خاطئه اعتقدت انها تغار منها وتحسدها على ما وصلت إليه من نجاحات فوجدت أن الحل هو الصد. 

-عكس ذلك الصد سلبا على الأخت الأصغر فبدأ الإكتئاب بإحتوائها 

فلم تعد تغادر غرفتها خشية من العالم الخارجي تمكن منها شعور الوحدة حتى أفقدها شغفها نحو الحياة راودتها أفكار كثيرة حول الإنتحار وأوشكت أن تنفذ فكرة منها. 

أما أختها الكبرى لم تجد ما تقدمه لها أو بالأصح لم تعرف ما تقدمه رغم أن حل العقدة كان بيدها. 

الأم هنا كانت تبحث عن شخص راشد تُوكِل له مهام البيت ووجدت بإبنتها الكبرى هذه الصفات فهي عاقلة راشدة يمكنها أن تتولى الأمر ببراعة. 

فظهر هنا عنصر التمييز الأم فضّلت الكبرى على الصغرى ونتج عن ذلك فجوة كبيرة بين الإثنتين. 

 الأم وفرت للكبرى كل الدعم والأحتواء ونست نصيب الأخرى لم تكن عادله بين الإثنتين أو لنقل لم تتمكن من احتواء الطفلتين بشكل متساوي . 

عدم تمكننا من احتواء أطفالنا ينتج عنه أطفال متعبون يعانون من هشاشة نفسية وإعاقة فكرية حادة نحن لا نحتاج للمزيد من المُجهدون والمرضى النفسيين

الإهمال سينتج عنه طفلاً ضائع بلا هوية والأصوات المرتفعة وتبني الضرب في التربية والتعليم لن ينتج عنه سوى أشخاص مفككين مشتتين ذهنياً. 

 ختاماً

رجاءً ونداء لكل أب وأم لا تَنْهُوا حياة أبنائكم قبل أن تبدأ ؛ احتووا ابناءكم جيدا استبدلوا الأصوات المرتفعة بالنقاشات الملهمة التي تحفز دماغ الطفل ليفعل التصرف الصحيح. 

 استخدموا أساليب العقاب البسيطة المحتملة بدل الضرب المُبرح المُهلك.  

علموا أبناءكم بإسلوب لين هين لنتجنب القسوة بالتربية.