وليس هنا مكانا للمزايدة او التكسب وانما مشاركة متواضعة اسكبها حبا ووفاءا لهذا الوطن وقادته حفظهم الله ورعاهم وماتجود به حصيلتي المتواضعة الا محاولة لاضافة قطرة عطاء تجد لها مكانا في بحر العطاء الوافي من ابناء هذا الوطن الاوفياء والاوفياء من كل اقطار الدنيا واقول يقف الكثير منا امام حدث اعصاري معين او بركان ثائر في جزء من اجزاء هذا الكون والكل جدير بالتأمل والتفكير والتريث واما اليوم الوطني فهو جدير بكل دقائق التامل والتفكير والتدبر في سرد قصصي ملهم يستنطق ثواني ودقائق الماضي بتفاصيلة التي تضيق باحجامها حواصل المجلدات وصدور الاسفار وما اليوم الوطني بحلوله الا رمزا لمركبة فضائية كوكبية تتجاوز الحجب والازمنة وتعود الينا وتفرش لنا عينات رمزية من مجلدات احداث تراكمت بامجادها وتعاضدت بعطاءاتها فكونت هذا المجد العظيم العامر الماثل امام اعيننا والذي تخمر في ذواتنا منذ صغرنا وتكحلت اعيننا بسمار ارضة وزراق سماءه وعلى اديمة تكونت كل امالنا ونبتت على اوراقه امانينا واحلامنا وتعطرت انوفنا برحيقه في دواخلنا فعشقناه وامتزجنا بروحه حبا واحساسا وشعورا فتسامى بنا ونمى وانبنى واحتجنا مع سفرنا المتوازي معه الى العلياء الى يوم وطني نحتضن فيه هذا الوطن ويحتضننا ونبثه شيئا من اهازيج مشاعرنا وزغاريد افراحنا نؤانسه وهو في اعماقنا ويؤانسنا ونحن في كينونته ووافر حنانه وعطفه ، اننا في كل يوم وطني نستلهم امجادا وممالك تطويرية اصطفت جمالا وبهاءا وعطاءا في مواقعها المناسبة الجميلة لتزيد وبما سبقها جمالا و بما سيلحقها وفي كل يوم تتوالى تلك المصفوفات المتنامية بفخر في كل جوانب حياتنا وابداعاتنا وعطاءاتنا وامننا واماننا وتتالى النعم وتتوافر الخدمات وتدور عجلة التقدم الدائم المتنامية في تسارع محموم صاعد وهي بكل ذلك تبهر العدو الصادق مع نفسه قبل الصديق لصدقها وكيانها الواضح الجلي لتغيض الحاقد المبغض المريض بحقده وعداءه . وانني كمواطن بسيط استشعر هذا الالق والحضور الباهر البهي المهيب لليوم الوطني المستحضر لقطرات رمزية من بحار مجده العظيم لاقف فخرا واعتزازا وحبا لهذا الوطن المبارك المختار من الله والمحظوظ بالحرمين الشريفين والمبارك من كل جانب والمؤتمن بايدي كريمة تحفظه وتصونه وتحميه بالدم والمال فاني ارفع كامل التحايا والتبريك الى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين اطال الله عمره ورعاه والى مقام سيدي سمو ولي عهده سدده الله ورعاه بهذا اليوم وهذا المحفل الثامن والثمانين ونحن نزلف الى امجاد قادمة وقفزات متعاقبة عالية ونتوق معهم الى علياءه وبناءه فنسعد بسعادته ونألم لألمه ونتمازج دوما معه ونبني من ارواحنا له دروعا وما هذا الحديث القلبي المتواضع الا رمزا تذكاريا استحثاثيا للاقلام الجميلة التي تبوح عنا باريج مصفوفها وعبير سبكها والق حروفها فنتسامر جميعنا بحب واحد لوطن واحد كجسد واحد يتداعى لبعضه استشعارا وحضورا لكامل الحب ، وعاطر الوفاء ، ونبل الانتماء ، لهذا الوطن العظيم وقادته الكرام رعاهم الله وحفظهم ورزقنا شكر من اعزه ووحده واكرمه والحمد لله رب العالمين .