صبيا
شعر/ مجدي الشافعي
حامِلُ الحبِّ ما علـيهِ ملام ُ
شَهِـدَ اللهُ أنَّهُ مـستهـامُ
يا بـلاداً سهرتُ فيها الليالي
ولمُسْتَعـذب العذاب مـرامُ
.
كيف للناس أنْ تلومَ محبَّاً
مزقَـتْـهُ على ربـاكِ سهامُ
.
إن ّ مَنْ عاشَ في بـلادٍ كـصبيا
كالـثواني بَـدَتْ لهُ الأعوامُ
.
فهْيَ للنفْـسِ بهجةٌ وســرورٌ
وهيَ للقـلب صحَّةٌ وســلامٌ
وهْي للعيـنِ قـرّةٌ ما لعـيـني
في سـواها بشاشةٌ تُـستـامُ
.
أُفُـقٌ لا الضياءُ للـكَّـدِّ فيـهِ
لا ولا للسكونِ فيهِ الظـلامُ
.
موطن الفـلِّ
فيكِ قدْ حارَ طـرفي
هل لياليكِ في الهوى آيــامُ
.
تلكَ صبيا
حقيقةٌ تشتهي لوْ
أدرَكَتْ كُـنْـهَ قدْرِها الأوهامُ
.
إنّ صبيا أجَلُّ
_ كالغيب _ مِنْ أنْ
تـدَّعي عِلْمَ سرِّها الأرقام
.
ودَّ لَوْ أنَّهُ الخلودُ امتـطاها
لِيُرى للـزمانِ منهـا زمــامُ
.
خلْتُ فيهـا
_ وقد غرمتُهُ _ عمري
ربِحَ البَيْعَ حيث يُفني الغرامُ
.
فَبِهـا الغِيْدُ
فارضاتٌ علينـا
ـ سُنناً ـ أنّ عشقَهُنَّ لِزامُ
.
رُبَّ سرْبٍ مِن الحِـسانِ تولَّى
ليس يثـنيـكَ عن هواه استقامُ
.
فيهِ مِـنْ كُلِّ مَنْ إذا ما تبدَّتْ
مالَ إلاَّ عن النسيبِ الكــلامُ
.
وَمِن السافراتِ عنْ ضَحَوَاتٍ
يستحي منها البدرُ وَهْوَ تمامُ
.
يابروحي المُجَرِّرات ذيـولاً
خلفها ما تخـلِّفُ الأنـسامُ
.
المُزِيناتِ ما بـهِ مُـستَـزِيـنـات
كما زيَّنَ الـسخاءَ كِرامُ
.
الـمُنيـراتِ رغْـمَ كُلِّ لثـامٍ
لَـسْنَ كالبـدرِ لَثَّمَـتْـهُ الغمامُ
.
يـتخـذنَّ اللـثـامَ للسِتْرِ لكـنْ
غيـر مُجدٍ بستـرهنَّ لثــامُ
.
ما تهـادينَ كـالطواويـس إلاَّ
أبَتِ الـسَيرَ تحـتنا الأقـدامُ
.
ساحرات الوجودِ بالحُسْنِ حتَّى
للجماداتِ حولهـنَّ ازدحـامُ
.
والتفاتاتِ فاتراتِ جفـونٍ
لا تبالي بمـا نهـى الأسلامُ
.
كمْ تبيحُ القتالَ منها سيوفٌ
وتُحِلُّ الـدمـاءَ منهـا سهـامُ
.
ليس تخطي القلوبَ إنْ رُمْنَ قلباً
عجباً وَهْيَ للقلـوب مــرامُ
.
مُفْـصِحاتٌ لِمُدَّعِي الحَزْمِ عَمَّا
فَعَلَتْ با لضَرَاغِـمِ الآرامُ
.
***********
.
مِلءُ لِبْسِ المُوَلَّباتِ بصـبـيـا
عِفّـَــة ٌ مريمـيَّـة ٌ
واحتـشـــامُ
.
فوق هاماتِهٍنَّ للـفـلِّ عندي
عن نِظامِ المشالفِ استفهامُ
كلُّ يعسوبَ أبْصَرَتْهُ استشاطَتْ
غضباً واستحثَّهـا الإنتقــامُ
.
فَتَرى الفـلَّ في عقودٍ تَبَّدَتْ
فوق بعضٍ ودونها الإنسجامُ
.
عَتَبَـاتٌ لِسُلَّمٍ صُعِّـدَتْ في
مسرحٍ والمُدَرَّجاتُ حزامُ
.
كُلُّ عِقْـدٍ على أخيهِ يُرينا
حَرَماً حيث وُحـِّدَ الإحرامُ
.
فَكَأنِّي أرى المُصَلينَ قاموا
في صفوفٍ تقولُ أينَ الإمامُ
.
إنَّ للفلِّ في المشالفِ فـنَّـا
فيهِ تُنسى الحلومُ والأحلامُ
.
ولِرَيَّاهُ في النفوسِ شؤونٌ
حارَ في حَمْدِ فضلها الإلهامُ
.
كلّما فاحَ عَرْفُهُ وأتـتـنـا
حاملاتٍ شؤونَهُ الأنسامُ
.
سارَ بين النفوسِ يبدي انتعاشاً
مثلما تنعشُ الجسـومَ المـدامُ
.
فَبِهِ للنفـوسِ وَهْـوَ حلالٌ
ما بتلكَ الكؤوسِ وَهْيَ حرامُ
.
توشكُ الأنفسُ اتباعَهُ لولا
مانَعَتْ ـ خوفَ ثكلهِا ـ الأجسامُ
.
(الشافعي_الصغير)