أحسنوا إلى شعيرة الضرب 

نعم هي شعيرة من شعائر الله أنزل الله فيها آيات تُتلى إلى يوم القيامة ، وقال عنها رسولنا الرحيم والمعلم الحاني و الرجل الرشيد صل الله عليه وسلم أحاديث تروى في تربية النشئ ، قد جاءت في أعمال الحج وهي رمي الجِمار " ضرب الشيطان الرجيم " وقد تندثر أو أوشكت على ذلك وحاربها المجتمع الإنساني بجهل و أتت أُكلها اليوم بجيل يخشى أن يقول عنه المجتمع الدولي رجعي، ومجتمع تعسفي ، وهذا يصدق مع الأسف لفئة قليلة أفرطت في الضرب ، و أوحشت باستعماله ، ولكن لاينفي هذا أنها أداة تُصلح المجتمع كما أن القصاص حياة لأولي الألباب ، قد حبى الله أرضنا بتطبيق هذه الشعيرة في الحدود الشرعية، والجلد على جرائم مثل الزنا لغير المحُصن أو السكر كمثال ، و حديثنا في هذا المقال سيكون هدفه المصالح الفضلى للطفل ، و الحياة الكريمة للعائلة ، فالله سبحانه وتعالى خلقنا وهو أعلم بنا من أنفسنا ، و يقدر لنا ماتستقيم به معايشنا ، سواءً مع أولادنا ، أو نسائنا ، أو مجتمعنا ، فالأم مدرسة و تربي أولادها ، وقد تحتاج لهذه الوسيلة وهي الضرب غير المؤذي و غير المبرح ولكن بعد التدرج بالمعاملة الإصلاحية المناسبة كالمنع من اللعب أو عدم إعطاءه مايريد ، أو إظهار عدم الرضى عليه ، وكذلك الزوجة ، فقد تدرج الشارع بأساليب العقاب حتى وسيلة الضرب ، وقد تكلم السلف في الضرب حتى في آلته بأنه بعود أراك وهو لا يؤلم بلاشك ولكن لإظهار الغضب و عدم الرضى ، وبأن لا يظهر له أثر على البدن من جرح أو كسر، مع تجنب الأماكن المستحسنة والمخوفة ، والقدرة على الضرب لا تعني الوحشية والإسراف بالضرب ، فقد غضب النبي على منظر ابو مسعود رضي الله عنه وهو يوسع غلامه ضرباً بالسوط ، ومن قواعد الضرب " أن يكون بعد عشر سنين ، وأن يكون ثلاث ضربات متفرقات وبينها متسع من الوقت وأن لا يرفع يده فوق إبطه ولا يضرب بألة حادة أو تشق الجلد و لا يضرب بمكان الوجه و المناطق المستحسنة أو الحساسة و أن لا يضمر الكره . وأعلم رحمك الله أن الرفق في الشيء يزينه ويجعله جميلاً ، فالضرب ليس سيئاً بعينه ، ولكن الضارب هو من يجعله سيئاً ! ، فكن صديقاً لأولادك وبناتك وحبيباً لزوجتك ، وكوني مثله كذلك
وفي الختام: 
ليس شرطاً أن تضرب ليستقيم البيت . فالإعتبار بالطاعة ليس منوطاً بالضرب على كل حال . 
وفي حديث علقوا السوط حيث يراه أهل البيت"  ضعف وقد حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة..

كتبه من عمق الكلمة .. 

الكاتب / لافي هليل الرويلي