الكاتبة - هويدا الشوا
قد كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن الشعور وألمه ولكن البعض لم يلقَ بالاً للإبتزاز العاطفي والتلاعب بأوتار المشاعر عن طريق الإبتزاز .
تقول مستشارة الصحة العقلية كريستين هاموند: "لكي ينجح المبتزون، يجب أن يعرفوا ما يخشاه الهدف.
غالبا ما يكون هذا الخوف عميق الجذور، مثل الخوف شعور الوحدة والإذلال والفشل"
قد تكون ضحية للإبتزاز العاطفي وأنت لا تدري وهذا ما دفعتي لكتابة هذا المقال حتى أقوم بتنبيهك كقاريء وأبث الوعي بداخلك.
ما هو الإبتزاز العاطفي؟
الإبتزاز العاطفي هو يعتمد على وجود شخص يحاول الحصول على ما يريده منك، وسبيله لتحقيق ذلك هو التلاعب بك وبمشاعرك.
-وضعك في موقف يشعرك وكأنك ظالمة وغير مكترثة لمن حولك فيحبطك يبث لك مشاعر الخوف للتراجع عن قراراتك خوفاً وليس لأنك مقتنع بذلك .
-كيف أعرف أنه يتم ابتزازي عاطفيا ؟
-يتم تهديد مشاعرك بطريقة غير مباشرة فيتم اختبار حبك للقريبين من قلبك بتهديدك بهم واستخدام محبتك لهم كوسيلة تهديد وابتزاز.
مثال : المرأة حينما تطلب الإنفصال عن زوجها يبدأ الجميع بإبتزازها عاطفياً بأبنهائها وتنهال عليها اسئلة كثيرة من سيربي الأبناء ؟ من يعتني بهم أنت ظالمة تتركين أطفالك ؟ زوجك مسكين سامحيه قد بكى كثيرا وتوسل.
(أن يتم استغلال عاطفتك اتجاه أطفالك للوي ذراعك وإجبارك على اتخاذ قرار غير مُريح لك ).
وهذا هو الإبتزاز العاطفي في أقرب صورة.
-(مراحل الإبتزاز العاطفي كما وضعته سوزان فوروارد في كتابها عن الإبتزاز) :
-المرحلة الأولى:
(الطلب)
تتضمن هذه المرحلة -ببساطة- طلبا.
قد يقول الشخص طلبه بمنتهى الوضوح ، أو قد يعالج الأمر بطريقة خفية، فمثلا إذا ذكرتِ أصدقاءك الذين يرفضهم الشخص المُبتز فقد يعبث أو يتحدث بسخرية أو حتى يصمت ، وحينما تسأل عمّا به ، يرد بأنه لا يحب هؤلاء الأشخاص، ويرى أن عدم التعامل معهم أكثر حكمة .
-المرحلة الثانية:
(المقاومة)
ما لم تدركه بسبب خوفك من تنفيذ التهديد لو قاومته فلربما اكتشفت أن هذا التهديد ما كان ليحدث قط.
إذا قاومت ما يريده المُبتز، فمن المحتمل أن يتراجع ويُعيد المحاولة بعد فترة، ولكن من المحتمل أيضا أن يبدأ في التصعيد واستخدام المزيد من العنف، يختلف رد الفعل وفقا للإختلافات الشخصية للمبتزين.
-المرحلة الثالثة:
(الضغط)
حينما يتراجع المُبتز لا يعني هذا أن باب الإبتزاز قد أُغلق إلى الأبد ، إنه فقط يدخل في مرحلة جديدة، وهي مرحلة الضغط.
سيضغط عليك المبتز لتلبية مطالبه ، قد يحدث هذا بعدّة طرق مختلفة ، منها: تكرار مطالبهم بطريقة تجعلهم يبدون جيدين. مثال :
"إذا كنت تحبني حقا، فستفعل هذا"
-المرحلة الرابعة:
(التهديد)
إذا لم تستجب للضغط، فسيدخل المُبتز في المرحلة التالية، وهي التهديدات المباشرة أو غير المباشرة.
خلال هذه المرحلة قد يستخدم المُبتز التهديد المباشر،
فقد تقول لك زوجتك:
"إذا خرجت مع أصدقائك الليلة فلن أكون هنا عندما تعود"، أو ربما تهديدا غير مباشر: "إذا كنت غير مستعد للبقاء معي فهذا يجعلني أفكر في إعادة تقييم علاقتنا".
-المرحلة الخامسة:
(الإمتثال)
حينما تخشى أن يفي المُبتز بتهديده ، فكل ما تقوم به هو الإستسلام، وهذه هي الخطوة الأخيرة التي تتم بها عملية الإبتزاز العاطفي.
خلال هذه المرحلة قد يكون الشخص الذي يُمارَس عليه الإبتزاز العاطفي قد وصل إلى مرحلة الإنهاك والإرهاق بسبب ما تعرّض له من ضغوط وتهديدات.
-بمجرد الإستسلام، يفتح الطرف الآخر الطريق للسلام.
-سيبدو في غاية اللطف وسيُقدّم الكثير من المحبة الخالصة، فقط إلى أن يحين وقت المرحلة الأخيرة .
-المرحلة السادسة:
(التكرار)
بمجرد أن استسلمت وامتثلت، فأنت بهذا عرّفت المُبتز كيف يحصل منك على ما يريده في مواقف مماثلة في المستقبل. سيتكرر كل شيء بالمراحل نفسها من جديد فقط مع اختلاف الطلب، ربما سيكون التهديد أيضا ثابتا ولا يتغير بتغير الطلب.
قد تعلمك عملية الإبتزاز العاطفي أنه من الأسهل الإستسلام
بدلا من مواجهة الضغوط والتهديدات المستمرة، لكن هذا غير صحيح، فهذا قد يقودك إلى العيش في خوف مستمر .
-كيف أُخلص نفسي من مصيدة الإبتزاز ؟
للتعامل مع المبتز يجب أن تعرف سلوك المبتز ورسم الحدود في تعاملك مع الآخرين.
وتَعلٍم قول (لا ) عندما يتطلب الأمر ذلك، وتذكر أيضا عدم التسرع في إعطاء جواب عندما يطلب منك الآخرون ما قد يعتبر ابتزازا عاطفيا.
قم بتجاهل المبتز والتمتع بالثقة العالية بالنفس وعدم الإكتراث لما يقوله وتأكد أن كلامه مجرد تهديدات لا اساس لها من الصحة.
وقم بإتخاذ القرارات عن قناعة ذاتية دون تدخل أي أحد ودون التعرض لأي تهديد أو ضغط من أي أحد مهما كانت درجه قُربه منك.
-(الإبتزاز العاطفي بصوره المختلفة) :
قد مارس الكثير من المبتزين سلوكياتهم عن غير قصد.
وأحيانا يستخدمون تقنيات مختلفة تُسبب إرباكك
مثال : كجعل مطالبهم تبدو معقولة، أو جعلك تشعر بأنك أناني، أو غير مسؤول.
(يجب عليك معرفة أن الشعور بالذنب جزء أساسي من كونك شخصا مسؤولا، يقوم المبتزين استغلال هذه النقطة لجعلنا نتساءل عن تأثير أفعالنا على حياتهم.
(عادة ما يلومنا المبتزون، حتى وإن كانوا غير واعين لهذا، بشكل مباشر أو غير مباشر على مشكلاتهم وبؤسهم)
-هل يعد الإبتزاز العاطفي حيلة نفسية أم مجرد سلوك مبتذل ؟
يعد الإبتزاز العاطفي أحد الحيل النفسية التي يستخدمها البعض لتحقيق أهدافه مستغلا نقاط ضعف معينة في نفسية الآخر، ويأتي الإبتزاز عادة من الأشخاص المقربين.
وقد لا يتم الإنتباه لذلك السلوك وبالتالي تستمر الإستجابة له حتى يصبح مع الوقت حقا مكتسبا للشخص المبتز يستخدمه ليتحكم في سلوكيات الآخرين ومشاعرهم.
ختاما اتمني للجميع دوام السعادة والصحة.
المصادر العلمية لهذا المقال :
-كتاب الإبتزاز العاطفي للكاتبة سوزان فورورد
-مقالات بعض الأطباء النفسيين
-بعض كتب الصحة النفسية .