فريق مبادرة دعم المشاريع النوعية بالعلا يدشن جولاته الإعلامية من مزرعة المهندس المسعودذ
العلا _. هدى عمر العرفه
صحيفة أصداء عكاظ
لتدشين مبادرة دعم المشاريع النوعية في محافظة العلا التي أطلقتها مجموعة/إعلاميو وإعلاميات العلا تحت رعاية منصة/إعلاميو العلا..
انطلق قبل أيام قلائل الفريق الإعلامي الخاص بهذه المبادرة الإعلامية من العلا إلى قرية فضلا التابعة لمحافظة العلا مع ساعات الصباح الأولى وشروق شمس العلا الدافئة حيث المزرعة النوعية بأشجار المورينجا ومعصرة القرية النقية لزيت المورينجا وبقية الزيوت النباتية من خيرات الله في المزرعة النوعية الرابضة في بقعة صحراوية وادعة بقرية فضلا على طريق العلا المدينة المنورة الزراعي الجديد.
المزرعة النوعية ومعصرة الزيوت التابعة لها العائدة ملكيتهما للمهندس أحمد المسعود حامل بكالوريوس الهندسة الزراعية قبل أربعين عاما والمتقاعد من وزارة الزراعة فرع المدينة المنورة بعد مشوار وظيفي طويل ومتدرج المراتب والمناصب أكسبته كل هذه الخبرات العلمية والعملية ليصبح اليوم أحد أهم الخبرات الهندسية الزراعية في محافظة العلا ويتعدى دوره ومنافعه مشاريعه الخاصة سواء في الثروة الزراعية أو الثروة الحيوانية أو الاستثمارية التي تصب في صالح التنمية الاقتصادية وبالتالي الجذب السياحي للعلا حيث يشكل المهندس المسعود أحد أهم الكوادر التدريبية والاستشارية في العلا بحزمة اختصاصاته ومدركاته وخبراته التنموية المستدامة في هذه القطاعات الحيوية.
تعد المزرعة ومعصرتها اليوم بجانب مزرعة الدكتور سعود الشنوطي بقرية جيدة من المصادر التنموية الاقتصادية المستدامة الرئيسة لتغذية أهالي العلا والمناطق المجاورة بزيت المورينجا وأكثر من نوع للزيوت النباتية.
الفريق الإعلامي لمبادرة دعم المشاريع النوعية في العلا الذي قاد رحلته لتدشين المبادرة من مزرعة ومعصرة القرية النقية الزميل الإعلامي صالح بن حسين مؤسس المبادرة وصاحب فكرتها
وانتظم معه في الفريق كفاتحة وتدشين للمبادرة نخبة من مجموعة/إعلاميو وإعلاميات العلا(عاقل العنزي/مقبولة الشويكان/علي مقبل الطويلعي/منى أبوحمود/قاسم البلوي/مريفة العنزي/هدى العرفة/أمل البلوي/صالح بن حسين).
كان في استقبالهم المهندس المسعود بكل حفاوة وكرم ليأخذ الفريق الإعلامي بعد تقديم وجبة إفطار خفيفة معرفًا إياهم على مرافق المزرعة وطرق الري الحديثة واختصاراتها الهندسية الإنشائية ذات البعد الاقتصادي المستدام لتوفير المياه ومن ذلك فكرة تخزين المياه في حفرة أرضية كبيرة جدًا عبارة عن بركة مائية شراعية من القماش البلاستيكي الممزوج بمواد خاصة لعدم تسرب الماء وعدم التأثر بأشعة الشمس وذلك لحكر مياه الأمطار وأيضًا للاستفادة اقتصاديًا من المياه المستخرجة من باطن الأرض من غير هدر.
وفي حديث خاص للفريق الإعلامي الزائر قال المهندس المسعود:
لأن مياه الري الجوفية تأتي للمزرعة من موقع بعيد نسبياً..تم هندسة هذه البركة المائية الكبيرة المساحة بأقل التكاليف حيث تم استيراد الشراع القماشي المصنوع في الأردن من مدينة تبوك بسعر يعتبر زهيداً بالنظر لحجمه وجودته وفائدته خيث لم يتجاوز قيمته الكلية 6700 ريالا فقط لاغير إذ تبلغ مساحته 30 مترًا × 30 مترًا..ومايميزه أن خامته ثقيلة جدًا ومع هندسة تثبيت الحواف بالثقالات الترابية لأطراف الشراع أصبحت مساحة البركة الكلية بهذه الهيئة 25 مترًا × 25 مترًا.
ومع تركيب(دفاع مائي)على هذه البركة تمكنا بفضل الله من ري مزرعة المورينجا بتوفير كميات غزيرة من الماء المهدور فيما لو تم الري بطرق الري التقليدية أو حتى الهندسية الأخرى المباشرة من الآبار إلى الأشجار.
بعد ذلك اصطحب المهندس المسعود ضيوفه إلى حيث مسارات أحواض أشجار المورينجا ليقدم لهم عرضًا مفصلًا وشروحات وافية عن طرق زراعتها وفوائدها للبيئة وكذلك فوائد المورينجا للصحة العامة في الطبابة والتداوي والاستخدامات الصحية ومن أهمها بجانب استخراج زيت المورينجا استثمار زهرة المورينجا لعسل النحل وكذلك من زيتها في صناعة الصابون حيث شهدت السنوات الأخيرة براعة بعض فتيات العلا في صناعة وتسويق صابون زيت المورينجا موضحًا بأن شجرة المورينجا بمسماها هذا غير عربي.لذلك المورينجا بورجرينا هي العربية في الأصل بينما المورينجا بوليفيرا هي الهندية التي سميت بحسب موطنها وهي 13 نوعًا.
وبالنسبة للمورينجا العربية التي تحوي على 3 أنواع من الأوميجا يؤكد المهندس المسعود بأن موطنها الأصلي العلا وضواحيها وترجع للعهد الثمودي كجذور تاريخية لها وهي تتميز عن شجرة المورينجا الهندية بكون الأخيرة الأصلح ورقياً بحسب وصفه بينما المورينجا العربية للبذور والزيوت والعسل الذي وصلت درجات تفرده وتميزه لأن يصنف الأجود عالمياً حيث فاز شيخ النحالين فائز القثامي عام 2019 بمشاركة 180 دولة تسابقت على 4 آلاف عينة عسل وحصد زيت المورينجا الذي شارك به شيخ النحالين السعودي المركز الأول كأجود أنواع العسل في العالم.
وأضاف المسعود في سياق متصل حول استيعاب مزرعته من أشجار المورينجا قائلاً بأن المزرعة الآن تستوعب 6000 شجرة ونخطط لرفع مساحة الاستيعاب لتصل إلى عشرين ألف شجرة في المستقبل المنظور.
هذا وفي ذات الصدد يذكر بأن شجرة المورينجا بكافة منتوجها تدخل في تركيب الأدوية لمعالجة أكثر من 300 مرضاً من أشهرها أمراض هشاشة العظام والسكري والزهايمر وبعض أنواع السرطانات والصداع والاستسقاء وبعض الجروح والحروق وكذلك بعض الالتهابات الباطنة ومن بينها التهاب البروستاتا باعتبارها غنية بالفيتامينات.بل قد يبلغ الجرام الواحد 4 أضعاف فيتانين A و 3 أضعاف البوتاسيوم الموجود في الموز و 7 أضعاف فيتامين C و 4 أضعاف الكالسيوم الموجود في الحليب و 46 نوعاً من الأكسدة و 15 فيتامين وملحًا معدنيًا و 18 حمضًا أمينيًا و 36 نوعًا من مضادات الأكسدة
كما أنها شجرة بيئية من طراز فريد حيث لها فوائد في مكافحة التصحر والتغذية الحيوانية وتربية النحل وتحسين خواص التربة وتربية النحل.
وكل ذلك على سبيل المثال وليس الحصر لفوائد استزراع شجرة المورينجا.أو(البان العربي).
ومن جهة أخرى وحيث أن لشجرة المورينجا أكثر من اسم عربي في التاريخ والأدب والتدوين بمختلف صنوفه مابين مسميات شجرة اليسر أو اليسار أو الرواق أوالحياة او الشجرة المعجزة.غير أن شجرة البان بمسماها العربي القديم وبالذات في الأدب العربي حظيت بكل ذكر حسن ارتبط بالثناء في التغزل بكل مياسة قد رشيقة معطاف(كغصن البان أو تدليلا وتغنيجاً كغصين البان)ولعل من أبرز ماتكرس في الذاكرة الشعرية العربية بيت أمير الشعراء أحمد شوقي الذي افتتح قصيدته ذائعة الصيت(نهج البردة) بالبيت الشهر المحفوظ في الذاكرة الشعرية الجامعة بذكر البان :
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم.
بينما كان لغصن البان كل الميلان المستوي على شفير الجوى في مطلع موشح لإبن زهير الأندلسي الذي قال :
غصن بان مال من حيث استوى
بات من يهواه من فرط الجوى.
وبدورها شجرة البان المتعارف عليها اليوم بالمورينجا ذات المنتوج الزيتي الذي كان يسمى في العلا بسمن البان وكذلك بمنتوجها من العسل وكل من المنتوجين ينافس الآخر في فوائده وتنوع وتعدد استخداماته.
شجرة حياة بالفعل عرفت في الهند ومصر القديمة والقارة الأفريقية عموما ولكنها تاريخيًا الأقدم في العلا وضواحيها منذ عهد النبي صالح وقوم ثمود بحسب مايقره المهندس أحمد المسعود
شجرة تتحمل الجفاف والملوحة وتمتاز بسرعة النمو حيث يؤكد المهندس المسعود على أنها قادرة بفضل الله على الإنتاج بعد نصف عام من زراعتها وفي السنة الرابعة تصل إلى ذروة نتاجها من الزيت والعسل وتستخدم كمصدات للرياح المحملة بالأتربة الزاحفة كما أن خشب أشجار المورينجا من أجود انواع الحطب للتدفئة.
وفي ختام جولة الفريق الإعلامي لدعم المشاريع النوعية في العلا وقراها
دعا المسعود ضيوفه من الإعلاميين والإعلاميات الذين أمطروه بالمداخلات الاحترافية في مايشبه المؤتمر الصحفي وهو يقف بينهم تحت عين الشمس الحمئة بكل رحابة صدر يستمع للمداخلات ويجيب عليها بتفصيل وإسهاب إلى زيارة وتفقد معصرة القرية النقية لزيت المورينجا وبقية الزيوت النباتية التي تنتجها مزرعته في قرية فضلا التابعة لمحافظة العلا.
ولبى ضيوفه دعوته المبرمجة سلفًا ضمن روزنامة برنامج الزيارة ليتولى الشرح التفصيلي حول مراحل العصر والإنتاج والتصدير.مشيدًا بدور أسرته في المساهمة الفاعلة لإدارة شؤون المزرعة النوعية ومعصرتها النقية لزيت المورينجا وبقية الزيوت النباتية زيت الخردل وزيت السمسم الجيد للطبخ وأكد على تشجيعه ودعمه وتقديمه جل التسهيلات لمن يبادر باستخدام زيت السمسم للطبخ كنوع من التثقيف والتوعية الصحية بفوائد زيت السمسم في الطبخ.
وأضاف المهندس المسعود مختتمًا:بفضل الله أعتمد اليوم على نجلي المهندس إبراهيم في التصميم والإدارة بينما التسويق الالكتروني وعمليات التعبئة والتصدير إبنتي أحلام تتولى هذا الجانب من نشاطنا.
وأردف مجيبا على تساؤل حول إمكانية إقامته لدورات مجتمعية تثقيفية للتدريب على فنون الزراعة المنزلية والحدائق الداخلية للمنازل كدعم وتحفيز للحرص على البيئة الخضراء داخل المنازل وأسوارها فأكد المهندس المسعود على استعداده لإقامة مثل هذه الدورات التوعوية الأنموذجية الأمر الذي أسعد الفريق الإعلامي بالوصول إلى هذه المخرجات الفائقة النفع العام من أول جولة في برنامج مبادرة دعم المشاريع النوعية في محافظة العلا
وفي ختام الزيارة أهدى لجميع طاقم الفريق الإعلامي هداياه الأثيرة من نتاج زيت المورينجا وودعهم بمثل ماستقبلهم به من حفاوة وتكريم.