اصداء عكاظ- يحي مدخلي في ذات نهار مشمس كنا نلعب اطفالاً في حضن الوادي العتيق، بين الماء الجاري تحت اقدامنا الحافية، نركض ونقفز بين الماء المتدفق يداعب أجسادنا النحيلة فنبتهج وتتعالى ضحكاتنا ..شعرت بالتعب والبرد ،وانسحبت مكرهاً، ثم صعدت صخرة كانت على حافة الوادي، ظناً بأني ساكون أقرب إلى الشمس لتمدني بالدفيء!! كانت الصخرة مشرفة على المكان، رأيت بوضوح الضياء الساقط على المياه.وبخار الماء الشفاف المتصاعد، تذكرت وانا أتأمل المشهد درس مراحل تكون المطر وأن للشمس دور فاعل في حدوثه ، شرحت هذه الحقيقة لصديقي الذي التحق بي الى اعلى الصخرة ،وهو يرتعد برداً فرد وهو يحك رأسه، يا اخي انت كذاب ! الشمس بعيده !! في تلك اللحظة قدمت فتاة إلى البئر القريب طلباً للماء وقربت دابتها بمحاذاته، وبينما هي تفلت من يدها الدلو، ونحن ننصت من علو ، ظهر شاب كالمذنب ! يقف قريباً منها يحادثها، وعيناها لا تنشغلان بشيء غير معادوة النظر إلى البئر والجرار، ولا تعيره اهتماماً، فلما ادلت وعلق الدلو لبرهة، انبرى الشاب كشيطان حالفه الحظ، وانحنى ليمسك معها الحبل وقد ابتسم ابتسامة مبطنة، فتركت الفتاة الحبل، وقالت له : ابتعد لم اطلب مساعدتك، فرد : انا أريدك على سنة الله ورسوله، فقالت : لو انها شمس كانت من أمس ! انت كذاب، لم ينبس الشاب ببنت شفة غير أنه تمطق واعتدل قائماً، وأمسك طرف الطريق ورحل. ( من ذاكرة الايام ) قلم . عبدالله الجوي