لو لم يُجمع القرآن ويدون؟ولم تجتمع الأمة على مصحف واحد وحرف واحد؟
*جمع القرآن وتدوينه مر بمراحل ومن الصعب سردها بكل تفاصيلها،ولكني سأشير إليها سريعا، لأتوقف مع جمعه في عهد عثمان _رضي الله عنه _
فقد جمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في السطور عن طريق كتاب الوحي، وفي الصدور عن طريق الحفظ... وجمع في عهد أبي بكر _رضي الله عنه _ بعد حرب المرتدين وموت واستشهاد كثير من الحفاظ وخشيته من ضياع القرآن، ولم يُجمع على حرف واحدوفي مصحف واحد.
*أما في عهد عثمان فقد كانت له أسباب غير التي في عهد أبي بكر...فقد اتسعت الفتوحات، وتفرق المسلمون في الأمصار
والأقطار،واشتهرت في كل بلد قراءة الصحابي الذي علمهم القرآن:فأهل الشام كانوا يقرؤون بقراءة(أبي بن كعب)، وأهل الكوفة بقراءة(ابن مسعود)،وغيرهم كانوا على قراءة(أبي موسى الأشعري)،وكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءأت، حتى كاد الأمر يصل إلى النزاع والشقاق بينهم، وكاد بعضهم يكفّر بعضا،كانوا إذا ضمهم مجمع كالغزو أوالحج تعجبوامن وجوه الاختلاف، ولو حاول البعض إقناعهم
بأنهامسندة إلى الرسول لايمنع ذلك تسرب الشك لصدورهم. ووصلوا إلى التأثيم والتكفير،وتلك فتنة خطيرة، ولم يكن أهل تلك الأمصار على معرفة بتلك الأحرف التي نزل بهاالقرآن،ولم يكن لديهم مصحف جامع يرجعون إليه.
*أرسل عثمان إلى أم المؤمنين(حفصة)أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها ثم نردها إليك؛ففعلت. فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بكتابته ففعلوا، ثم رد النسخة إلى حفصة وأرسل إلي كل أفق بمصحف، وأمر بما سواه من الصحف والمصاحف أن تحرق... تخيلوا ذلك الجهد ونسخ عدد كبير من المصاحف في زمن لاتتوفر فيه الورق ولا أدوات الطباعة والكتابة.وكيف قطع عثمان الفتنة بهذا العمل الحاسم.
*هناك تفصيل للآليات والجهد وتوجيهات الخليفة، ودور حذيفة بن اليمان وموقفه الذي أورده البخاري في صحيحه ج٦، وميزات هذا المصحف ونقاط أخرى تحتاج لعشرات المنشورات... سأكتفي بما أوردت... ولدي إضافة ستكون في أول تعليق _إن شاء الله _...