الشاعر الشيخ د. عائض القرني
1- رُحماكَ يَا ربَّنا جئنا مسَاكينَا
فَهبْ لنَا رحمةً تمْحُو مَآسِينَا
2- بتنَا بِفَيرُوسَ (كُورُونَا) عَلَى قَلقٍ
والْهَمُّ والْحُزنُ قَدْ أضْنَا أمَانِينَا
3- هذَا البَلاءُ طَغَى فِي كلِّ نَاحيةٍ
فباتَ يملأُنَا رُعباً ويَكوِيـنَا
4- وقْد سَهِرنَا عَلَى خَوفٍ يُسامرنَا
وَإنْ فَررْنَا فَــلَا الأكوانُ تأويـنَا
5- واستيقظَ العالمُ المنكوبُ مُرتقبًا
لِمَا أصابَ به إيرانَ والصِّينَا
6- وأَعْلنَ الطِّبُ إِفلَاسًا وَقدْ مُلِئُوا
رُعـبًا ومَا وجَدُوا حَـلًا يُواسِينَا
7- وَصَارَ كلُّ طبيبٍ جُلّ هِمتهِ
نَجَاتَنَا إنْ رأى الأدواءَ تَشْوينَا
8- فَلا العَقاقيرُ عَنْ أجسَادنَا دَفعتْ
ولَا الدّواءُ لَهُ نفْعٌ بأيدِينَا
9- وبادرَ الناسُ مذْهُولينَ ، والْتجأوا
لربّهـمْ رَهـــبةً منهُ مُصــلينَا
10- وسَبَّحَ العالمُ المأنوسُ خالقَه
وردد الكلُّ هـَـــــــذَا كَسْبُ أيدينَا
11- طَارُوا بِجُرثُومةٍ من خَوفِهمْ فَرَقًا
فَكيــفَ لوْ ثوّر اللهُ البراكيــــــنَا
12- وَكَيفَ لَوْ زَلزلَ الدَّنيا بِقدرتِه
وَكَـيفَ لوسَامَهم خسـفًا وسِجِـينًا
13- وكَيفَ لَوْ أرسلَ الرّيحَ العقيمَ على
أوْطَانِهــم فَفَنَــتْ منْهمْ مَلَاييـــنَا
14- يَا أيُّها العَاجِزُ المَخْلُوقٌ كَيفَ تَرَى
عَجائِــــبَ اللهِ تَشكِيلًا وَتَلوينًا
15- يَا أيَّهَا التّائِهُ المِسْكِينُ هَلْ ظَهَرتْ
جــَــــلَالةَ اللهِ أَوْ أحْكَامَهُ فِينَا
16- يَا أيُّهَا الطّينُ والْعبدُ الفَقِيرُ أَمَا
عَرَفتَ قَدرَكَ أمْ لَمْ تَعرِفِ الطّينا؟
17- فَرُّوا على زحفِ (كُورونَا) ولقّنَهمْ
دَرسًا مِن الذّلِ حَتَّى مَلَّ تَلقِـــينَا
18- كَأنَّ وثْبةَ (كُورونَا) تقولُ لنا:
عُـــودُوا إلى اللهِ يُؤوينَا ويُنجـينَا
19- حَتَّى المآذنُ تَبكِي وَهْيَ وَاجِفةٌ
مِنْ رَوعةِ الخَطْبِ إعْوالًا وتحزينَا
20- ولِلإمَـامِ نَشــيجٌ فِي تِلاوَتِه
يُقطّــعُ القلـــبَ أو يُبكي مَآقِـــــينَا
21- وَكَعبَةُ اللهِ ثَكْلَى فِي مُصِيبتِها
تَشْكُـو إِلَى اللهِ حَـالَ الْكونِ تَأْبِينَا
22- صَارَ المطافُ حزينًا بَعدَمَا هُجِرَتْ
رُبوعُه وَهْوَ طولَ الدّهرِ يَحْوينَا
23- لَا البَحرُ ذُو رَأفةٍ تُرجَى فَنَرْكَبُهُ
ولَا الفَضــَاءُ يُواســـينَا ويَحمِـينَا
24- ولَا الجِبالُ بِهَا عَزمٌ فَتَعْصِمنَا
ولَا الفَــيَافِي لِبـرِّ الأمنِ تُرسينَا
25- صِرنَا نَشُكُّ بأيدينَا فَنغْسِلُهَا
كَأنّهَا أَصبحَتْ كَرْهًا تُعــــادينَا
26- وَصَارَ مَنْ كَانَ بِالأشْوَاقِ نَحْضِنُهُ
يَفِـــــــرُّ مِنَّا ولَا يُلْـــــمِمْ بِوادِينَا
27- وَنقْرأُ النّتَ والمِذْياعَ نَسْمَعُه
والذّعرُ يَدْهمُنَا والْهَــــمُّ يُضْنِينَا
28- أينَ المَفرُّ وكلُّ الأَرضِ عَاجِزَةٌ
وذَابَ بِالخَوفِ مَنْ كَانُوا سَلَاطِينَا
29- أَينَ المفرُّ وَكلُّ النّاسِ شَارِدةٌ
وذَا الفَضَـاءُ بَمَا يُؤذِي يُواتِـــــــينَا
30- أينَ المَفرُّ وَأهلُ الطِّبِ قَدْ يئِسوا
فَمَنْ يُعــَــالِجُـــنَا أوْ مَنْ يُعَـــــزِّينَا؟
31- فِرُّوا إِلَى اللهِ جلَّ اللهُ خَالقُنَا
فَعنْـــده الْأمْنُ يعْفُــو ثُــمَّ يُغْنــــــينَا
32- فِرُّوا إِلَى اللهِ تَكفِينَا وِلَايتُه
فَهْــــوَ المهيــــمنُ إبداعـــاً وَتكوينَا
33- فِرِّوا إِلَى اللهِ لَنْ يُنْجيكُمُ أحدٌ
فَهْوَ اللّطـــيفُ ليَعفُو عَنْ مَعَاصِينَا
34- فِرُّوا إِلَى اللهِ هيَّا بالسّجُودِ لَهُ
ثمَّ اجْـأَرُوا علّهُ يَعْفُــــو فَيَشْفِيـــنَا
35- نَاجُوه فِي سجدةٍ بيضاءَ خَاشـعةٍ
وسَلّمُوا الرّوحَ فِي مِحْـــرابِه دِينَا
36- فِي فترةِ الْكربِ (صلُّوا فِي رحالكمُ)
فَالْأرضُ مسجدُكُم طهرًا وتمكينَا
37- واسْتنجِدُوا بدعَاءِ اللهِ واعْتَصِمُوا
بِحَـــبْلهِ وكَفَاكُـــمْ ذَاكَ تحْصِـــينَا
38- تَضَرَّعُوا والْهَجُوا بِالذّكرِ وانْكَسِروا
لِعــــــزّةِ الله فَالإِخْـــــبَاتُ يُدنِينَا
39- واسْتبشِرُوا يَا عبادَ اللهِ وانتظرُوا
لطَائفَ اللهِ يَحمينَا ويَكفينَا
40 ـ غدًا تَزولُ الْمَآسِي فانْتظِرْ فَرجًا
فالعُسْرُ مِنْ بعدِه يُسرٌ يُسلينَا
--------
وهذه القصيدة دعاني لنظمها وألهمني بموضوعها أخي: أبو أسامة عبدالعزيز قاسم الإعلامي المعروف ولهذا أقول له :
(ابا اسامة ) شكرا لا انتهاء له
ودمت في عالم الابداع تشجينا
يا(قاسم)القلم السامي بأحرفكم
تزهو وترفل بالفصحى نوادينا