وعليك مني يا نهيل سلاما
أشواق مشتاق حملن غماما
تزجى ثقال سحائب محرومها
بهمومها دمعي الحزين أقاما
حالي المسافر في هواك مخالفي
خلف المنية والعيون تعامى !!
يا ضيعة الأوهام والأعوام كم
عمرا تبدد في الشقى أياما
ولأنت في قلب تفطر لوعة
ما أرعوي صبابة وهياما
حتى اصدق كذبة اغترها
أني ابن وز في الهوى عواما
فإذا بصيادي المصاد فريسة
كقتيل من أكل المرار سقاما
يا كيف نومي لو تجافى مضجعا
ومجانبي ليل الهنا قد ناما
فكتبتها السّفان بحر سفينة
تجرين شعرا يعصف الأقلاما
عجبا وفيها المسك يوم تبعته
عبقات شوق خالطت أنساما
تسقي القريحة من تغابين الجوى
بستان شعر خلفته حطاما
يرثين بعضي بعض ما اتلفته
عدل القصائد عاتبت من ضاما
أنزلتني سجن البعاد مغيبا
ومغيهبا ظلما غشاه ظلاما
قولي بربك ما عرفتك والضنا
هذا الذي أشقاه منك علاما ..ّ!؟
ما حيلة المعدوم يا طهر اللقا
وقدرته وصلا أكان حراما
وكأنه حقا وقطعا وصلنا
أوآه غبنة عاشق كم راما
يا ذلك الصمت المغالب رهبة
كمرور لغو لو مررت كراما
كوني أيا وجع البعاد كما أنا
باق على أمل اللقاء دواما
كملاذ طير أو كطفل أهتدى
نجدين يرضعها اليتيم فطاما
لأرى بعينك كل ما انعكست بها
عيني إليك تخاطرت إلهاما
فلم فديتك بالزمام ملوعي
طوعا وكرها كالبعير خطاما
مثلي كصياد ومثلك نهلة
كضباء مكة ما نزلت حراما !!
ما عدت اقرع باب وعد أخلفت
هيهات من كرم يقال كلاما !!
شعر/ ابن غلفان