إن انكسار الفتى في الحب والولع
كالميت الحي في قبر من الوجع
إذ لن تقوم له من بعد قائمة
ما دام يسكنه بالذل والخنع
إلا بعزة من تنسيه ذلته
تلك التي اخلصت لله بالتبع
محبة لله أولى بالفتى شرفا
وحط من دونها حبا بلا شفع
يا مسرفا في التي ضنت مشاعرها
كفاك منها الذي قد ضاع بالهلع
واستدرك العمر في استبدالها شغفا
وبادل الله حبا دون منقطع
ينسيك حب الدنى المخذول واقعه
أهل الدنية في كذب وفي خدع
فلن يضار بحب الله منفعة
كمن يضار بحب الدون واللكع
ولتجعل الحب لله وفيه ومن
اصفيته وله خال من الطمع
فهل يضن بعز الله منزلة
يرقى بها واثقا بالذل والورع !؟
شعر / ابن غلفان