ولي وطن يتيه على الثريا ...
ويعـلو شـامخا حـرا أبيـا
نشأنا في مباهـجه وعـشنا ...
بـضافي أمـنه شبعا وريا
تفيض ربوعه خيرا وقوتا ..
وتـنـفـح بيـده طـيبـا وريا
وإن حل الشـتاء يكـن دفأ ..
وبالصيف المغير يميل فيا
به الحرمان مهوى كل قلب ..
وقـبلة عـابد سأل العـلـيا
نبيت مـؤمنـين به ونـحـيا ...
ونسرج فـيه للعـلـيا مطـيا
فـنبـلـغها ونبـلـغ كل شأن ...
عـلي ثـم نـتـبـعـه مـضـيا
إذا هاج التذكر قمت أطوي ..
بروعة ذكـره الأيام طـيا
وإن ذكرت خلال الفخر فيه ..
فيا سعدي وياسعد الثريا
فمنه فطرت آمالي لأسعى ...
بها مـا بـين أقـراني فـتيا
وفـيه جـنيتـها أنسا ورفـدا ...
تسـاقط بـيننا رطـبا جـنيا
وأذكر ماضيا حلوا وأغفو ..
به والحلو ليس يضن شيا
ويغدو للحواضر نورشمس ..
ويبـقى للغـد الآتي المهيا
إذا ضاقت بي الدنيا فماذا ...
سوى آفـاقـه يـصغي إلـيا
ويسـمعـني أبوح له بحـب ...
عظـيم كم أهـيم به شـجيا
وإن نزلت بي الأسفارشرقا ..
للاحقـني بشيء حـل فـيا
وذكرني حـبيبا غـبت عـنه ...
فهـيـجني وأبـكى مقـلـتيا
سقى الله المهيمن كل أرض ..
جعلت لواء وحدتها عليا
سـقـاه الله بـاديـة وحـضرا ...
وسـاقـية ومنـطـقـة وحـيا
فهـبي يا صبا نـجـد علـينا ...
نسـيم مفـاخر غـضا نـديا
أرى عـند الفخار له مقاما ...
ومجـدا سامق الرؤيا بهيا
وأبقى منـشدا أعلو وأسمو ...
بعشق ترابه ما دمت حيا
وأدعو أن أموت به وأحـيا ...
بـه نـورا تـألـق فـي يـديا
وفوق ثراه أنتدب المعالي ...
وأصلى كل روعتها صليا
علينا منه في الأعناق حق ...
يظـل بـذلك الفـخر الجلـيا
ولو نادى قلوب الصيد قلنا ..
ألا هـبـوا لنـصرتـه وهـيا
فنصرك واجب وإذا خطا للـ ...
ـعـدو مغـفل كان الشـقـيا
فيا وطن الإبا والعزم ماذا ...
تركت لحـاسد ظل الـدعيا
سـوى نهـج يمـزقـه فـهـلا ...
تفـكـر في عـواقـبـه مـلـيا
ومن لم يرتفع بك في فخار ..
وعـز لم يكـن بشرا سويا
رأى أمنا ولم يأمن وأودى ..
بفـتنته وقـد أضحى الـدنيا
فخرب داره وأضل نـفـسا ...
وبارز حاكما ورمى ولـيا
وليـس يروم مغـفرة غوي ...
رعى فكـرا فكان به عميا
ويأنف أن يعـود إلى هـداه ...
ويحـسـب أنـه كان الـذكيا
ويا وطن السلام لك انتماء ...
مجيد ما ارتضى داء دويا
ملكت القلب والأحشاء حتى ..
غدوت بحفظك البر التقيا
وصغتك للورى شعرا بديعا ..
يشرفني ونبـضا شـاعريا
صدحت به وغنيت اختيالا ..
ولم أك في روابيـك الخفيا
لـنا ملك يجير ولا يجارى ..
وقد صار الزمان به سخيا
وحـلاه العلي بـكل فـضل ...
عظيم فاغتدى البدر السنيا
وأبطل باطـلا وأحـق حقا ...
وجـنـبـنا الجنوح الطـائفـيا
فإن ولاءنا لخصيب روض ..
زرعـنـاه بـأيـديـنـا سـويا
أتـينا كي نبايع بعـد خمس ..
رقين على سهاالجوزا رقيا
ونمخر بحرسادسة ويبقى الـ ..
مبـايع بالعـهود له الوفيا
ألـم تـر أيها المـلك المـفدى ...
بأنا سيـفك السامي مضيا
ويامن حاز مجدالملك طرا ..
وأغنى شعبه فغدا الرضيا
بحـارك لا تـكـدرهـا دلاء ...
إذا مـا كـدرت يـوما غـنيا
وحـلمك قـاهر ونـداك ثـر ...
وإن لمن عـلا أصلا زكيا
وحزمك في الأنام غدا مثالا ..
به من لايعي يهوي هويا
تقول ومن يقول سواك أمرا ..
إذا ما قلت أويـدني قصيا
كـمي لا يـشـق لـه غـبـار ...
ولم نر في الملوك له سميا
إذا ما جـئته ألفـيت شهما ...
عزيزا في المواقف عبقريا
وقــائـد أمــة رام اتـحـادا ...
فـحـقـقـه وكـان بـه الحـفـيا
يرد الحق للضعفا ويمضي ..
على مـا قـد رأى منا هـنيا
ويكرم من يمد يديه غوثا ..
ويورد باغيا في الحرب غيا
سري ظافر العزمات قرم ...
طلـيق الوجه براق المـحيا
فإن سـرنا إلـيه لقـام حـبا ...
وأوفـد من أتـى ودنا وحـيا
وكان لنا أبا يحنو ويعطي ...
لـنا في حسن طلـته الشهيا
الطائر الجريح
أحمدالمتوكل بن علي النعمي
جازان - حرجة ضمد
5 - 4 - 1441 هـ