(الإرتياب، الخوف من اتخاذ القرارات) .
لم اختر تدوين هذا المقال عبثاً بل وددت التحدث حول أمر قد يُشغل البعض ويسرق وقتك وجهدك دون أن تشعر.
الإرتياب أو الخوف من اتخاذ القرار بحد ذاته أمر صعب.
قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء كيف للمرء أن يرتاب ويتخبط في علاقاته وقراراته ؟
أن تحب أحد ما ولكن لايمكنك أن تختاره لأن اختياره مُحال فهل هذا يعني أنك لا تحبه ؟
أو كمثال أقرب أن تنسى موقف ما قد جعلك تبكي ، ولكن يستحيل عليك أن تتخطاه ، فهل هذا يعني أنك نسيته حقاً ؟
أنت هنا تتخبط في مشاعرك كالذي يضرب رأسه بالجدار ضربات خفيفة ومع تكرار الضرب يبدأ يشعر بالألم .
(الألم المتدرج).
فيفقد الشعور مع الوقت وذاك هو بالضبط الإرتياب في القرارات .
( إن عدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب أسوأ من شعور الذنب نحو اختيار خطأ ).
ومن اسباب الإرتياب الرئيسية :
-هو فقدان الثقة بالعلاقة:
فأي علاقة يفقد بها أي طرف من الأطراف الثقة بالطرف الآخر تُصبح شبه مستحيلة .
-والسبب الآخر هو شعور الآمان :
فقدان الآمان في محيطك لن يجعلك تُكمل الطريق وسيشير عليك عقلك بالإنسحاب لا يمكن للمرء أن يتكيف مع شعور القلق والحيرة الذي يتم بثهما من شعور فقدان الأمان مما يجعل العلاقة على حافة الهاوية.
-عدم الصدق والصراحة:
يتوجب على جميع اطراف العلاقة أن يكونوا صادقين مع بعضهم البعض بمشاركة مشاعرهم ومشاكلهم وتفاصيلهم الخاصة فتراكم الشعور السلبي يولد الضغط والمتعارف عليه أن الضغط يولد الإنفجار فالنحافظ على ثبات العلاقة يتوجب ان نكون صادقين مهما كانت النتائج فعلى الطرف الأخر أن يقدر الطرف الأول حتى يتمكن الطرف الأول من استيعاب الطرف الأخر فالثقة هي ميزان العلاقة كما أن الصدق يُشكل توازن كفتي الميزان.
*انعدام الإحتواء :
قُدرة الطرفين على استيعاب و احتواء بعضهما البعض يُشكل غطاء حماية عازل ضد الهجمات الخارجية من اسهم إفساد العلاقات فإنهدام الإحتواء يفتح باب لتشتت العلاقة .
-عدم اعطاء المساحة الخاصة :
فعدم منح المساحة الخاصة للطرف الآخر تخنق العلاقة فمن حق الطرفين أن يتخذا قراراتهما دون اجبار أو ضغط وأن يتمتعا بوقتهما الخاص بقضائه مع من يودون خارج دائرة الأهل والأقارب فخنق الطرف الأخر وفرض اساليب حياة مختلفة كليا عليه يجعله ينفر من هذه العلاقة ويشعر بأنه مقيد واحمق في نفس الوقت.
( المساحة الخاصة هي منطقة الأمان التى تحفظ للعلاقة نفسها وتحافظ على استقرارها )
لماذا نحن نرتاب في قراراتنا وعلاقاتنا ؟
الخوف هو المحرك الأساسي لأغلب المشاعر البشرية
كمثال :
(أنت تعمل يومياً بجد لأنك خائف من فقدان وظيفتك )
(الطالب يحرص على حل واجباته لأنه خائف من المعلم )
(الأم تحرص على ابنائها لأنها تخاف أن تغفل عنهم فيصيبهم أي مكروه).
—( تم طرح الامثلة السابقة على سبيل التوضيح فقط .
أود أن أنوه أنها ليست مقياس محتم بل مثال قابل للتعديل والتغيير يختلف من شخص إلى آخر)
كلٌ لديه مخاوفه الخاصة ومقاييسه التي بنى عليها ذلك الخوف
(أتدري أن الخوف وحش يداهمك
وهو اساس الفشل !؟)
-كما أنه يُقال الجبن نصف الشجاعة أحيانا
-كما يُقال أيضا
أن الشجاعة هي أنبل صفات المرء
-ولكنه يُقال أيضا أن الكثرة تغلب الشجاعة
أنت كقارىء جعلتك كلماتي الأن تشعر بالحيرة وجعلتك تطرح سؤالاً ،
ماذا تقصد الكاتبة في نَصّها هذا
هل الأفضل أن أكن جبانا ، أم شجاعا ، أم تقصد على المرء أن يهرب من المواقف ، أو يواجهها ، أم ماذا يفعل بالضبط ؟
-الأفضل هو ما تراه أنت الأفضل ،
وليس ما تراه الكاتبة
فالكاتبة تطرح رأيها لكنها لا تلزمك به.
فكل كلام الناس أو المقولات تلك ؛ تزيد من حيرتك فالمقصود منها طرح الفكرة ومناقشتها قد تشتتك ولا تساعدك وأحيانا تساعدك وتلغي حيرتك.
فكل شخص يحدد قراره حسب موقفه وحسب قدرتك على التحمل.
فلا يمكنك أن تقيس بمقياس الآخرين.
ولكن يمكنك أن تقيس بمقياسك الخاص فأفعل ما يناسبك.
-لعلك تقول : أنا لا أدري ماذا يناسبني اصلاً ، ولا أدري كيف اتخذ قراراتي في علاقاتي ؟
وهذا هو بالضبط ما وددت أن أصل إليه معك الأن.
لتعرف ما الذي يناسبك أو كيف تتخذ قراراتك في العلاقات .
يتوجب عليك أولا أن تحدد هدفك ، وتركز عليه، وأن تقيس الهدف على الشخص المحدد ، وأن تجب على هذه الأسئلة :
فهل أنت تثق به ؟
هل تشعر معه بالآمان والتوازن؟
هل هو صادق وهل أنت صادق؟
هل يمنحك مساحتك الخاصة ؟
تلك الأسئلة تشكل توازن العلاقات
وتساعد على علاج مشكلة الإرتياب في اتخاذ القرارات
والتردد في العلاقات
لأنها تفتح أفاق البصيرة ، وتحدد اهداف العلاقات ، وتركز على توازن واتزان جميع الأطراف.
الكاتبة :
هويدا الشوا .