الكاتب : أحمد المدير
يُعرف علماء السلف – رضوان الله عنهم – الإيمان بأنه قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان –فلا يمكن أن يتم إيمان بدون عمل، والجوارح هي من سيقوم بالمهمة ؛ السمع، البصر اللسان – وصلاح القلب وفساده متعلق بهذه الجوارح ،
يقول العالم الزاهد أحمد بن عاصم الانطاكي –إذا أردت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ جوارحك ،
وقد كان السلف رضي الله عنهم يدركون هذه الحقيقة ويستقصون أشد الاستقصاء بالابتعاد عن كل مايفسد هذه الجوارح ،
فقد ثبت أن الواحد منهم كان يطرد من يغتاب أحد في مجلسه ، وثبت أنه احدهم كان يغمض عيناه إذا مرت إمرأة, وكان احدهم يبكي مرارا من أجل كلمة يحسب أنها من الزلل الذي لايليق بمثله ، فمما كان يقوله التابعي الجليل الذي كان يحبه عمر رضي الله عنه الاحنف بن قيس رضي الله عنه –(جنبوا مجالسنا ذكرالنساء والطعام اني أبغض رجل كان واصفا لفرجه وبطنه) وكانوا اذا ما رأوا عقدة في اللسان أو تلعثما فيه ادركوا انها بسبب كلمة قالوها تغضب الله أو نظرة محرمة ،
وقد كان خوف السلف من هذه العقوبة –يدفعهم لصيانة هذه الجوارح،
وهذا إبراهيم النخعي يعطي درسا تربويا لدعاة في فن حفظ النفس وتزكيتها عن طريق حفظ الجوارح فيقول (أني لأرى الشي مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلا مخافة أن أُبتلى به) وليس تشدد أو تزمت من الأمام النخعي -رحمه الله - بل قيل رجوع لأدب من آداب النبوة يذكره الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (لا تظهرن الشماته لأخيك فيرحمه الله ويبتليك.)
فاصلة: اللهم اجعل في قلبي نور وفي بصري نور وفي سمعي نور وعن يساري نور وعن يميني نور ومن فوقي نور ومن تحتي نور وامامي نور وخلفي نور وجنبي نور.