من الذي يبكي المتقاعدين العسكريين!!!
د.بسام روبين …
من الذي يبكي المتقاعدين العسكريين!!!
لا حروب ولا صحراء ولا برد قارص ولا لهيب الشمس استطاعوا ذرف دموع العسكر بينما نجح الفقر والظلم في جعل هؤلاء المتقاعدين العسكريين يبكون بعدما كانو أعزاء منهمكين في تأمين هذا الوطن وحمايته واستخدموهم الفاسدين جسراً لهم في تحقيق اهدافهم اللعينة،
لقد كان مشهدا مؤثرا ومؤلما ونحن نستمع بخجل لذلك المتقاعد الذي أبكاه الفقر والمرض وعدم القدرة على العمل؛ فراتبه التقاعدي ثلاثمائة دينار وهو لا يكفي أجرة منزله وفواتير الماء والكهرباء فكيف له أن يعيش كما كان عزيزا شامخا كريما ،
وهذا المتقاعد شأنه شأن عشرات آلالاف المتقاعدين العسكريين اللذين يعانون ضنك العيش ولكنهم يفضلون الغلب والستيره على الغلب والفضيحة،
والسؤال المطروح هنا كيف يعيش هؤلاء المتقاعدين العسكريين وما هي ظروفهم؟ وأنا أجزم بأن معظهم يتمنون الموت على الحياة، وجزء منهم يفضل السجن لكي يخفف من الأعباء الماليهطة على اسرته، كما قال زميلنا المصاب الصادق؛ بينما نجد الحكومة تعيش في ترف ونعيم ؛ ما زالت مستمرة في اتخاذ العديد من القرارات التي لا تحترم ولا تراعي شعور الاردنيين، ولا يلوح في الأفق أي شعاع يبشر بملامح لإنفراج اقتصادي وشيك سوى تكرار لكلام منمق بين الحين والآخر ، لم يعد قادرا على تخدير الاردنيين .
لقد أبكاني ذلك المتقاعد العسكري والذي حملت دموعه معاني كثيرة يجب التوقف مليا عندها وتحليلها ومعرفة من الذي ابكاه وابكى الكثيرين ، وتقديمه للمحاكمه كمجرم نال من كرامة المتقاعدين العسكريين واجبرهم على البكاء أمام الكاميرات واحرجهم أمام أسرهم ، ولكنني تأخرت في الكتابة لكي امنح اؤلئك المتقاعدين العسكريين الذين تناولوا طعام الغداء في الديوان الملكي شرف الدفاع ونقل هموم المتقاعدين العسكريين ، وللأسف لم يحصل ذلك لأن معظم من حضر ليس لهم علاقه بأوجاع المتقاعدين العسكريين ولا بألامهم ، وبعضهم حريص على كسب رضى من أرسل له بطاقة الدعوة بإعلان الصمت والتسحيج وتوزيع الابتسامات ، علما بأنها كانت فرصه ذهبية لهم ينالو بها رضى الله ، بقول كلمة حق أمام القائد، سيما وأن أعمار معظمهم بين الستين والسبعين ولكنهم ما زالو يفضلون الانتظار ، فنحن على أبواب تعديل وزاري وتشكيل مجلس أعيان وهذا بنظر بعضهم أهم بكثير من طرح معاناة المتقاعدين العسكريين،
لكم الله ايها المحاربين فلا بواكي لكم حتى من أبناء جلدتكم ، وستبقون جسرا يصعد عليه البعض ممن انساهم الله ذكركم ، ولكنكم ستبقون شعار للعز والكرامة ، فأنتم من عمرتم وصنعتم الأمن والأمان ، وضحيتم بالغالي والنفيس، وتباً لكل من خذلكم وتأمر عليكم ولو أن الفقر الذي ابكاكم كان رجلا لقتلناه ،
واخيراً أقول لمن لم ينقل معاناة العسكر وهمومهم للقائد؛ انتم لا تمثلون العسكر ، حمى الله العسكر ، ونحتسب عند الله كل من أبكى العسكر .