د . علي إبراهيم خواجي
استطاع المنتخب السعودي الأولمبي ( تحت ٢٣ سنة ) التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة اليابانية ( طوكيو ٢٠٢٠ ) وتحقيق الإنجاز الأولمبي الثالث بعد غياب ٢٤ سنة ، بهمة وعزيمة رجال أبطال ، لم يبحث أي لاعب منهم على مجد شخصي له ، فحققوا جميعهم النجومية والمجد ، وقف خلفهم مدرب يؤمن بالولاء والانتماء لبلده فتمكن من رفع راية التوحيد عالية في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠ ، لم تجذبه الانتماءات للأندية فاختار لاعبيه بعناية ، فكانت الكفاءة والموهبة هي التي تحدد هذا الاختيار ، فاختار من كافة الفرق ( ١٢ فريق هي : النصر - الأهلي - الشباب - الإتحاد - العدالة - الإتفاق - الوحدة - ضمك - الفتح - القادسية - التعاون - الحزم ) .
عندما يغيب نجم نشعر بأن من سيشارك لا يقل نجومية عنه ، ولذا عندما شارك المبدع ( فراس البريكان ) في مباراة سوريا سجل افضل هدف في البطولة ، وعندما شارك ( عبدالله الحمدان ) سجل هدف التأهل في مباراة تايلند ، وكذلك في خط الوسط لدينا لاعبين على مستوى كبير مثل المبدع علي الحسن ومختار علي وناصر العمران وسامي النجعي وخالد الغنام وأيمن خليف وحسين العيسى وعبدالرحمن غريب ويوسف الحربي ، وكانت قوة المنتخب السعودي في قوة وسطه مع تميز دفاعه الذي يقودهم النجم القادم للدفاع السعودي حسان تمبكتي مع عبدالباسط هندي وعبدالاله العمري وخالد الدبيش وسعود عبدالحميد وعبدالله حسون ، ومن خلفهم الحرس المتألق محمد الربيعي الذي لم يسجل في مرماه سوى هدف واحد في المباراة الافتتاحية في البطولة الآسيوية أمام المنتخب الياباني والتي انتهت بفوز المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف واحد ، وبعدها في الأربع المباريات التالية حافظ الربيعي على شباكه نظيفة أمام المنتخب القطري والسوري والتايلندي والأوزبكي .
منذ فترة طويلة لم نشاهد مستوى المنتخب السعودي يفرحنا لعبا ونتيجة ، كما نشاهد الآن منتخب سعد الشهري ، الذي ذكرنا بمنتخب خليل الزياني عندما أحضر لاعبين من الكوكب ( شايع النفيسة ) ، والنهضة ( ناصر المنصور ) والطائي ( عبدالله الدعيع ) ، واستطاع تحقيق بطولة آسيا والذي يعتبر أول إنجاز سعودي والذي كان يمثله جيل العمالقة ( ماجد عبدالله وصالح النعيمة ومحمد عبدالجواد وحسين البيشي وفهد المصيبيح ومحيسن الجمعان ) .
شاهدنا الكرة الجماعية والمهارات الفردية ، شاهدنا منتخب يطرب ، ويستطيع الوصول إلى مرمى الخصم من أقصر الطرق.
شاهدنا الروح القيادية لدى دينمو الوسط القائد( سامي النجعي ) وملك الدفاع ( حسان تمبكتي ) .
شاهدنا المهارات الفردية لأفضل لاعب في غرب القارة الآسيوية( عبدالرحمن غريب ) ، والمبدع المتألق( أيمن الخليف ) .
استمتعنا وانطربنا بما يعزفه ( علي الحسن ومختار علي ) في وسط الملعب ، فكانا صمام الأمان أمام هجمات الخصوم ، وسند حقيقي للدفاع السعودي ، ومنطلق للهجمات والاختراقات في دفاع الخصوم ، فكانت المحصلة لهذه المساندة الدفاعية حصولنا على افضل دفاع في البطولة ، والتأهل إلى الأولمبياد في طوكيو ٢٠٢٠ .
هذه التوليفة المتميزة للمبدع سعد الشهري جعلتنا نتجاوز المنتخب الياباني مستضيف الأولمبياد القادم ، ونتجاوز المنتخب التايلاندي مستضيف هذه البطولة الآسيوية، ونتجاوز المنتخب الأوزبكي حامل اللقب في البطولة الآسيوية الماضية .
التأهل الأولمبي الثالث هو إنجاز خليجي وعربي ، فالسعودية هي المنتخب الخليجي الوحيد الذي تأهل لهذا الأولمبياد، وهو المنتخب العربي الثاني مع منتخب مصر الذي يمثل القارة الأفريقية .
سبق للمنتخب السعودي التأهل لنهائيات الالعاب الأولمبية في لوس أنجلوس ١٩٨٤ م ، حيث سجل المنتخب السعودي خلالها هدف وحيد عن طريق النجم السعودي ( ماجد عبدالله ) في مباراتنا أمام المنتخب البرازيلي والتي خسرناها بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ، وخسرنا من المغرب بهدف وحيد ، ومن ألمانيا بستة أهداف مقابل لا شيء ، وبرز من المنتخب السعودي في هذه البطولة ( ماجد عبدالله - محمد عبدالجواد - عبدالله الدعيع - شايع النفيسة - محيسن الجمعان ) .
والتأهل الثاني لنهائيات الالعاب الأولمبية في أتلانتا ١٩٩٦ م ، سجل خلالها المنتخب هدفين ، حيث خسرنا مباراتنا الاولى أمام إسبانيا بهدف وحيد ، ثم خسرنا مباراتنا الثانية اما استراليا بهدفين مقابل هدف سجله النجم السعودي محمد الخليوي " رحمه الله " ، وخسرنا مباراتنا الثالثة أمام منتخب فرنسا بهدفين مقابل هدف واحد سجله النجم فؤاد أنور ، وبرز في تلك البطولة ( فؤاد أنور - حسين عبدالغني - محمد الخليوي " رحمه الله " - عبيد الدوسري - خميس العويران " رحمه الله " ) .
آخر حرف:
نتمنى من سمو الامير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس هيئة الرياضة ، ومن الاستاذ ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ، الحفاظ على هذه المكتسبات من اللاعبين والجهازين الفني والإداري، فقد شاهدنا منتخب سعودي يشرفنا ويجعلنا نفخر بما يقدمونه مستوى ونتيجة بقيادة المدرب السعودي سعد الشهري ، وأن تستمر لتكون الدعامة الحقيقية للمنتخب السعودي الأول .