الكاتب الاديب أ/علي مظفر
*لو تجولنا في أبيات الخوري لوجدنا السحر والجمال في ألفاظه ومعانيه وصوره : من بسمة النجم همس، كبرعم لمسته الريح فانفتحا، والأقاحية السمراء، الروض، زهت، جانح رف، صادح صدحا والتضاد والمقابلات:يبكي ويضحك، حزن وفرح، خط ومحا، لان الذي ثار، وانقاد الذي جمحا
وإلباس المعنوي لباس الحسي:تلويح الآمال وتبسمها، وكتابة العشاق على الهوى أو الهوا _كما أظنها_.
*جاء بمعنى جديد في قوله تبكي وتضحك لاحزنا ولا فرحا؛فلماذا؟خرجت عن أسباب الضحك والبكاء؟هل إمعانا في الغنج والدلال والجاذبية؟ لتجذب الفراشات إلى شفتيها تمتص الرحيق حين تضحك؟وتجذب الظمآن حين تبكي؟
*بينما لانجد تلك الصور والمفردات عند ذي الرمة:دمنة، العين تدمع، مالي حيلة:تعبير عن اليأس، لقط الحصى والخط في الأرض تنقلنا الصورة إلى الحالة النفسية للشاعر.وفي أخط وأمحو الخط ثم أعيده دليل الاضطراب والارتباك. والخوري يخط على الهوى وذو الرمة يخط على الأرض بيده، ومنظر الغربان توحي بالتشاؤم، وفعلا كانت نهايته حسب الروايات.
*حتى في الزمن :عشية،والخوري:غداة. وحتى في الألوان.
عرف الخوري فتياته وسادت الألفة والأجواء الغرامية؛بينما ذو الرمة اشتد به العطش فقصد بيت شَعَر يطلب الماءفخرجت إليه فتاة سلبت قلبه وزادته ظمأ؛ فقالت أمها من هذا يا مي؟
فأجابت:(ذو رمّةِِ)يريد ماءََ؛والرمة الحبل القديم الذي يحمله.
*ولم يقدرله لقاءحبيبته؛وحين عادلم يجدإلاالحصى والغربان.
ذهب للبحث فضل طريقه واشتد به العطش فمات وماتت ناقته(صيدح). يالها من مقارنة بين قلب تمرس في اللذات ولي رأي في مفردة(تمرَّس). وقلب مات حامله وقداجتمع عليه عَطش وحرمان وحزن والم...
ولم يفز من محبوبته إلا باللقب الذي منحته وسيبقى يُذكر به
(ذو الرمة).