الكاتب / نايف العجلاني
كان لدي في فترة ليست بالقليلة كلب اسود كلما طالت فتره بقائه معي ياخذ بالنمو حتى كاد يُنهي حياتي على المستوى المهني والاجتماعي بل وكاد ينهي حياتي عن بكرة ابيها كاملة لولا لطف الله.
هذا الكلب الاسود الذي اتحدث عنه هو من اشرس الامراض النفسية الصامتة ويُلقب في عصرنا الحالي بداء العصر كفانا الله واياكم من شره.
الذي اتحدث عنه اعزائي القُرّاء مرض *الاكتئاب* الذي تخلصت منه في اواخر ٢٠١٧ ولن اقول اني تخلصت منه للابد لقدرته على الرجوع ولذلك يُسمى بالكلب الاسود.
ولكن الحمدلله رغم يقيني برجوعه لي في اي لحظة الا اني اشعر اني مستعد له فقد عرفت كيف احاربه ومتيقن كذلك بان ربي سيكون معي لهزيمته مرة اخرى،فما اجمل الشعور بنشوة الانتصار بعد هزيمة هذا الكلب الاسود الذي يهدد حياتنا.
هل تصدقون اعزائي القُرّاء ان حربي مع الاكتئاب اصبحت ممتعة لي واصبح تحدي جميل اواجهه بكل شجاعة وقوة وارادة من خلال مساعدتي لاصدقائي المكتئبين من توجيه واعطائهم امل وأطلب من الله ان لايدخل في قلبي ضعف والذي اخاف ان يستغل الكلب الاسود هذا الضعف ويتمكن مني مرة اخرى.
اصدقائي المكتئبين لاتحزنوا فلدي ايمان ان الله مثل ماأصابنا بالاكتئاب قد عوضنا بمناعة وقدرة على التحمل لمواجهة هذا المفترس القاتل الذي يتغلغل في داخل النفس البشرية ويهدم السلام الداخلي بدون ان تشعر.
قبل ذهابي لعيادات الطب النفسي كنت اعتقد اني سأجد عدد قليل جداً ممن يعانون من نفس معاناتي ولكن فوجئت بعدد لاابالغ ان قلت ان خلال الساعة الواحدة يدخل عند الطبيبة اكثر من ٣ اشخاص ولمدة ١١ ساعة يوميا والحساب عليك ي صديقي نعم انه رقم كبير فخلال مراجعاتي على مدى ٥ سنوات لم اجد يوماً واحدا والا يكون بنفس الازدحام.
كذلك بعد لقاءاتي في بعض القنوات الفضائية فوجئت بغزارة الرسائل والتي كانت تختلف بين شكر وثناء على جرأتي وشجاعتي في الافصاح عن مرضي وبين من يريد الامل في العلاج بعد مافقده ويسألون عن اسم الطبيبة التي عالجتني وهنا أقول ان الطبيبة ليست الا سبب فالمقياس الحقيقي للتعافي يبدأ من داخلك انت ويعتمد على قوة ارادتك وحبك للحياة.
*أشكركم لأنكم قرأتم هذه الفضفضة من مكتئب سابق*