(قبل أن تُسقِط الإنبهار. )
حينما تنبهر بشخص ما يبدأ عقلك بتزيين هذا الشخص وكأنه يضيف إليه مستحضرات تجميليه من نوع خاص فيبدو أكثر جمالاً
فيجعلك منبهر لدرجة لايمكنك بها أن تجزئ ذلك الشخص وسرعان ما يتطور ذلك الشعور لمراحل عدة
منها مراقبته محاولات تقليده
ولكن ماذا سيحدث إن سقط قناع التجميل الخاص بذلك الشخص فجأة !؟
المكان حولك أنطفأت أنواره وبات مظلماً بعدما كان يشع نوراً
وكأنك تكسر آخر جدار في منزلك ليتحول إلى ركام .
وتبدأ بتقسيم الشخص وتحديد نقاط القوة والضعف وسرد العيوب بعمق شديد بل تصيدها قبل حدوثها واعتياد الإيجابيات التى أبهرتك سابقاً فيبدو الحديث معه بارداً ثقيلا على القلب كثقل جبل بل أشد وتخونك تعابير وجهك فتُغلق فمك وتعقد حاجبيك جيدا وتُطفيء غضبك بسؤال هل أنا كنت أحمق لتلك الدرجة؟
هنا يكون الإندهاش أكثر صدقا فتقسيم الأشخاص أو تصنيف منازلهم لا يلغي قَدرهم بل يغير شعورك نحوهم فقط.
تنطفيء رغبتك بهم هنا يتلاشى الإنبهار ويظهر شعورك الأصلي نحوهم وهو ما يوصف بالحب أو الكراهية أو السعادة أو الألم أو لاشيء
لا تحكم على مشاعرك قبل أن تُسقِط الإنبهار.
لم أقل هنا يَسقط الإنبهار بل قلت تُسقط الإنبهار والفرق بينهما كبير أن يَسقط الشيء بنفسه ذلك لا يد لك فيه وقد لايكون برغبتك فيمكنك اتخاذ قرار صحيح و التراجع عنه لأن نتيجة هذا القرار هنا موضع شك بالنسبة لك لأنه نابع من مشاعر الغضب لديك .
ولكن أن تُسقطه أنت برغبتك أشد وأصدق ولأن رغبتك أكيدة تُصبح النتيجة أكثر واقعية لأنه نابع من مشاعر الإدراك الخاصة بك .
قد يقودك الإنبهار إلى سبل لاطاقة لك بها وقد يدفعك إلى اتخاذ قرارات لا قدرة لك على تنفيذها وقد يُدمر مستقبلك بأقل من ثانية.
أن تستيقظ في الوقت المناسب وتُعيد نفسك لنفسك هذا هو الصواب.
ولكن تأكد أن ذلك لم يكن بذكائك أو فطنتك بل بفضل الله عليك.
بفضل الله تنجو وبفضل الله تحيا من جديد كل الفضل لله وحده.
لا تتعجل الأحداث ولا تصدق كل ما تراه فليس كل ما تراه حقيقي وراء كل حقيقة ثابتة الكثير من الأكاذيب المتقنة والأسرار الخفية.
ولا تسأل هنا ما هي تلك الأسرار لأنك وحدك عزيزي القارىء من تعرفها هي بداخل رأسك لم تفصح عنها لأحد قط لم تفعل ولن تفعل.
وأنصحك أن تحفظها جيداً فنقاط ضعفك ملكك وحدة لا يحق لك مشاركتها مع أي أحد مهما كانت صلة قربه منك ومهما بلغت شدة محبتك له في قلبك لا تفعل حتى لا تندم لاحقاً.
الكاتبة:
هويدا الشوا