نديـم الندى.. شعر / ماجد غروي 12 / 12 /1439 هـ في رثاء الوالد علي حريصي الشامي - رحمه الله تعالى
نَمْ قَرِيرَ الـجُفُونِ ، وامْضِ لِرَبِّكْ
وَاتْرُكِ القَلْبَ والعُيُونَ لِـخَطْبِكْ
بَاغَتَتْنَا يَدُ الـمُنَايَا بِعِيْدٍ
فَكَأَنَّ الـمَنُونَ وَافَتْ لِغَصْبِكْ
وَكَأَنَّ الإِحْسَانَ بَدْرُ مُحَيَّاكَ
..تَوَارى بَعْدَ الضِّيَاءِ بِـحَجْبِكْ
نَـحْمَدَ اللهَ مُوقِنِينَ وَنَرْضَى
بَيْدَ أَنَّ الـمُصَابَ يُلهِي ويُرْبِكْ
كَلَّ حَيٍّ في دَرْبِهِ نَـحَوَ هَذَا
بَيْدَ أَنَّ الدُّرُوبَ لَيْسَتْ كَدَرْبِكْ
لَو تَرى القَومَ كَيْفَ أَنُّوْ جَـمِيْعَاً
حِيْنَمَا بَادَرَ القَضَاءُ لِسَلْبِكْ
لَوْ َتَرَاهُمْ تُذِيْبُهُمْ ذِكْرَيَاتٌ
تَمْلأُ الأُفْقَ مِنْ آحَادِيْثِ حُبِّكْ
وَالـحَكَايَا العِذَابُ سَرْدٌ يُسَلِّي
وَيُقِيْمُ الشُّهُودَ فِيْهَا بِقُرْبِكْ
يَا نَدِيْمَ النَّدَى تَئِنُّ اللَّيالي
بَعْدَمَا اخْضَوْضَرتْ سُرُورَاً بِـخِصْبِكْ
وَقَفَتْ بَيْنَهَا رُسُومُ العَطَايَا
شَاخِصَاتٍ تَرْثِي لِأَيَامِ وَهْبِكْ
وَمَسَاعِى الإِصْلَاحِ خَطْوٌ ذَكِيٌّ
يَتَهَادَى خَلْفَ الرِّضَا ؛ خَلْفَ رَكْبِكْ
أَيُّهَا النَّاصِحُ الـمُطَاعُ سَلَامٌ
مِنْ شِغَافِ القُلٌوبِ يُهْدَى لِقَلْبِكْ
يَا عَليَّ السُّمُوِّ تِلْكَ النَّوَايَا
غَسَلَتْ مَا بِـهَا إِفَاضَاتُ سُحْبِكْ
بَاعَدَتْـهَا ظُنُونُـهَا ثُم عَادَتْ
يَتَلاقَى مَدَارُهَا حَوْلَ قُطْبِكُ
أَيُّهَا الصَّابِرُ الـمُجِدُّ مُنَانَا
أَخْجَلَتْهَا صِعَابُهَا عِنْدَ صَعْبِكْ
سَتُغَنِّي مَحَاضِنُ العِلْمِ بِرَّاً
لـمْ يُثِرْ جَوْلَةَ السِبَاقِ لِنَدْبِكْ
سَوْفَ تَرْوِي الأَيَّامُ وَثْبَاتِ خَيْرٍ
وَسَتَرْجُو الأَخْيَارَ وَثْبَاً كَوَثْبِكْ
وَكَأَنِّي بِكُلِّ صَاحِبِ فَضْلٍ
مُشْرَئِبَّ الـجَبِينِ يَرْنُو لِشُهْبِكْ
يَقْتَفِيْ سَيْرَكَ الوَضِيْءَ يُـحَاكِيْكَ
..وَيلْوِي جَنَاحَهُ نَحْوَ سِرْبِكْ
يَا عَليَّ الرِّضَا أَسَرْتَ الشُقَيْرِي
لَا بِقَيْدِ تَشُدُّهُ بَلِ بِـحُبِّكْ
سَوْفَ تَبْقَى لِكُلِّ جِيْلٍ مَنَارَاً
وَمَعِيْنَاً يَسْقِي شَآبِيْبَ عَذْبِكْ
إِنَّ جِيلاً خَلَّفْتَهُ لَـحَرِيٌّ
أَنْ يَرَى فِيكَ مُقْتَدَاهُ ، وَرَبِّكْ!
يَسْتَطِيْبُ النَّدَى يَؤُمُّ الـمَعَالِي
دَأْبُّهُ فِي الكِّفَاحِ سَامٍ كَدَأْبِكْ
فَجَزَاك الرَّحْمَنُ عَنَّا وَعَنْهُ
كُلَّ خَيْرٍ ، وِإنِّنَا بَعْضُ كَسْبِكْ
سَوْفَ نَـمْضِي عَلَى خُطًاكَ وَفَاءً
نَمْ قَرِيْرَ الـجُفُونِ ، وَانْعَمْ بِتُرْبَكْ