وتوارت ...فهل تعود!!
الإهداء/.
إلى صرحاً من خيال هوى !!!!!
وتوارت خلف ذلك الجبل
شمس
لم تعد لديها القدرة
على أن تمد من حولها بالدف
ان تملؤهم نشاطاً وحيوية
أن توقظ فيهم الهمة
كي يعملوا
ينجزوا
ينجحوا
يتألقوا
لم تعد تلك الشمس كما كانت
تشرق باكرة كل صباح
اصبحت بين عشية يوم وضحاها
تتوارى على استحياء
مزقت بيديها قميص التفاؤل
وجلست على ربوة من التفكير
تنسج بأصابعها المرتجفة لباساً من الأسئلة
وتصنع خيوطاً من صوف الحزن
لتبني بيتاً من الوجد والترقب
وعندما تحين ساعة الغروب
تتثاقل خطواتها
وترحل
ترحل ملتحفةً بظلام الليل
ترحل يملؤها حزن سرمدي
وتغرز الاسئلة
خناجرها المسمومة
في جسدها النحيل
ترحل وفي رأسها
تسكن خفافيش
التفكير
لماذا حدث هذا
ولماذا هذه العواصف
لاتأتي إلا مدينتي
تهدم اسوارها
وتؤذي سكانها
تقتل كل اخضرار فيها
تحيله إلى هشيم تذروه الرياح
سكنت كل الملامح القريبة
الصديقة
الوفية
قبورها
ولم يعد في استطاعتها
البوح
والكلام
ولا حتى الحزن
والتوجد
اضناها السير
واتعبها طول المسير
وارهقتها المسافات بين
ماكان وبين انتظار ماسيكون
ملئ قربها ماء الشوق
وكلما ارتشفت قطرة منه
اهتزت وربت
وتذكرت كل ذلك الذي رحل
فارعدت بأهاتها
وابرقت عيناها
ثم انهمرت بمطر
احرق اوجادها
آه لتلك الشمس
لم تعد تأبه بالراحلين
من مطاراتها
ولم تعد تحزن لهم
ولاتتوجد عليهم
بل اصبحت تمد يد العون لهم
تحمل حقائبهم
وتجهز امتعتهم
وتلوح بيدها مودعة ًلهم
ولا أمل بداخلها للقياهم
وتعود إلي حيث كانت
على أمل أن تشرق غداً
وبداخلها نور بسيط
إن هناك من يحتاج إلى اشراقتها
حتى وإن كانت الملامح ضريرة
فما تحملوه من صدق يجعلها
تلتمس
وتتحسس
حتى تصل
الكاتبة - د/مريم بنت خلف العتيبي