غلام ابوسليم ..
الصبر مفتاح الفرج ،و يأتي بالتصبّر ، وقد ظن العرب الظن الحسن في كل من إمتلك هذا الخلق النبيل ، و أحسنوا بذلك التوجه ، فقليل من الصابرين من يخطئ عمداً ، و قليل من الصابرين من يقول زوراً ، وقليل من الصابرين من يشتكي لكل الناس ، ورد في الحديث أن جاراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يَشكو جارَهُ ، فقالَ : اذهَب فاصبِر فأتاهُ مرَّتينِ أو ثلاثًا، فقالَ: اذهَب فاطرَحْ متاعَكَ في الطَّريقِ فطرحَ متاعَهُ في الطَّريقِ، فجعلَ النَّاسُ يَسألونَهُ فيُخبِرُهُم خبرَهُ، فجَعلَ النَّاسُ يلعنونَهُ: فعلَ اللَّهُ بِهِ، وفَعلَ، فجاءَ إليهِ جارُهُ فقالَ لَهُ: ارجِع لا تَرى منِّي شيئًا تَكْرَهُهُ ، وهذا جميلُ فطنةِ النبي لقيمة الصبر حتى يبلغ منتهاه ، وقد علم كل المسلمين بما قرأوا من آيات القرآن عن أيوب عليه السلام ، ولم يستشعر إلا القليل لطف الله بزوجته الصابرة زوجة أيوب حيث لطف الله بها في بر قسم أيوب أن يجلدها مائة جلدة ، أتدرون أن الله أثابها بصبرها على خدمة أيوب فقال تعالى " فخذ ضغثاً فاضرب به ولاتحنث " إنّا وجدناه صابراً " ، ولكن سأروي لكم قصة الغلام النجار و معلمه ابو سليم ، فقد كان المعلم ابو سليم يحث غلامه على الصبر على غلاثة الزبائن ، فالمحل باب رزق ، و ذات يوم تجادل رجل (له لسان متبرأ منه ) من سوء نعوته و كلماته ، مع هذا الغلام و ابوسليم يسمع و كان يهزأ به و بمعلوماته الحرفية و يسبه ، ولكن الغلام أخذ بنصيحة معلمه فصبر على الرجل ، و أخذ يجيب على كل معلومة عن النجارة بكل إقتدار ، ولكن طفح الكيل مع معلمه ابوسليم و ضرب الرجل و أخرجه ، وهذا ما قال عنه العرب " رب تلميذ فاق أستاذه " و في حياتنا يحثونا على الصبر ونحث أبنائنا عليه و لكن ظروف الحياة تحتاج لغلام ابو سليم و ليس للمعلم ابوسليم ، فالناس تميل مع من له مال ، وتذهب مع من لديه ذهب و تنفض إلى من يملك الفضة و تتابع في التواصل الإجتماعي مع صاحب الأعداد وليس المحتوى و تثني الركب في المقاهي و المنتزهات و لاتقرأ في سكونها و فراغ وقتها أياً من المعلومات المفيدة ، و لاتبحث عن إصلاح دينها و تجديد معلوماتها ، وغير ذلك كثير يابو سليم .
كتبه من عمق الكلمة/
لافي هليل الرويلي