في الاتجاه الصحيح
الكاتب / ابراهيم احمد آل الفقهاء
الإرادة الملكية هي رؤية مدروسة لنقل المملكة وشعبها في كل ميادين الحياة العامة من الصفر إلى العالمية لمواكبة العالم المتقدم وخلق فرص تنافسية بتهيئة الظروف الضرورية لا سيما الموارد البشرية التي تعد الاستثمار الأهم في هذه المعادلة. وهذا يتطلب ترتيب الأولويات والتركيز على المشاريع المفصلية لصياغة مستقبل مشرق بتجميع الأجزاء المتناثرة المؤثرة في تحقيق التنمية المستدامة.
ولكي تحقق رؤية 2030 هدفها الأسمى لابد من العمل على تنظيف الأدراج من تلك الأكوام الورقية التي تعج بالبروقراطيات المعطلة لكل بارقة أمل في تقدم أو تحضر، والتي كبلت روح الطموح مما ولد إحباطا عاما جعل كل التطلعات تقف عند حد الأمنيات الورقية لتنتهي صلاحياتها قبل بداية تاريخ انتاجيتها.
هذا المشهد العام يعطي انطباعا إيحائيا بعدم ثقة عامة يحجب المشاركة المجتمعية ولم يبادر أحداً يرمي الحجر في ذلك الماء الراكد مما جعله ماءً آسناً نتنا تجنبه الجميع خشية إزكام أنوفهم.
إن الانطلاق من نقطة معلومة وإلى نقطة معلومة يجعلنا نقف على أرض صلبة وهنا لا يمكن أن يستهوينا الحاضر بكل بهارجه على حساب المستقبل المشرق. ولا يتأتى ذلك إلا بتحجيم الرغبات الآنية رغم صعوبتها أملا في نهاية أكثر ابتهاجاً.
ولا أدل من تلك الأخبار المبهجة التي انتهجت الخصخصة كأول بوادر هذه الرؤية الواعية ولكي تؤتي أكلها لا بد من رغبة جامحة نحو الانفكاك من التخلف والانطلاق نحو الأفق الرحب برؤية واضحة وعقلية ناضجة وأهداف مرسومة واقعية ممكنة التحقيق وقبل ذلك وجود بيئة عمل صحية حاضنة للكفاءات ومشجعة للابتكار والإبداع مشفوعة بقياس أدائها بشكل دوري والتعرف على مستوى الانجاز وسبر مواطن القوة والضعف وبيان السلبيات والايجابيات بكل شفافية واعتبار الفشل أحد عوامل النجاح ومحاربة الأسباب المثبطة وهذا ما يعرف بالعمل في الاتجاه الصحيح بالشكل الصحيح.