القصة الرابعة
العقاب
الظلم ظلمات
هذه القصة لشقيقين كان لكل منهما زوجة وأبناء ولكن لأسباب تافهة كعادة بعض الأزواج ..ربما تكون نزوة أو سوء فهم قام الشقيقان اللذين يعيشان في منزل واحد بترك زوجتيهما واتفقا أن يتزوجا بامرأتين اخراتين
وبعد فترة حنّ كلا منهما لزوجته الأولى بعد أن تركتا الزوجتان منزل الزوجية وأخذتا أولادهما وأستقرتا عند أهليهما فتركتا فراغا كبيراُ ، خصوصا الأطفال الذين كانوا كل شيء في حياتهما فلم يتوقعا أن تصير الأمور لما صارت عليه فقررا العودة إلى بيتهما الأول ويطلقان زوجتيهما الجديدتين ولكن هناك مشكلة عويصة لم تكن في الحسبان ..فقد حملت الزوجتان الجديدتان واوقعتهما في حيرة من أمرهما ، فماذا عساهما أن يفعلان؟ فلن تعود الزوجتان الأوليتان حتى يطلقا ضرتيهما ، وكيف ؟ وقد اصبحت كل منهما تحمل في أحشاءها طفلا !
المهم أن الشقيقين قد عاد كل منهما إلى شريكتهُ السابقة وماهي إلا أشهرٍ قليلة وتضع كلاً من الزوجتين الأخرتين حملهما فيأخذان الطفلين ويسرحانِ المرأتين ويحرمانهما من طفليهما فأوشكتا أن تموتا حزناً وكمدا وكانت عادة بعض العوائل المحافظة التكتم على الزوج الظالم وعدم المطالبة بحق إبنتهم ويكون الحل عندهم هو تزويج إبنتهم برجلٍ آخر كما يقولون حتى ولو كانت إبنتهم لاترغب بالزواج وتفضل أن تربي إبنها فقط، وبعد مضي عام ٍ واحد أخذ كل من الأبوين " ولدهُ " ليضعهُ في حجرِ زوجته الأولى كي تربيه مع أولادها الأمر الذي فجع الأمهات المغدورات وأغضب الزوجات وأثار غيرتهما وحقدهما على الطفل الدخيل فكان مصير الطفلين الحرمان والعذاب فنشأ كالغريبين بين إخوتهما وأخواتهما الذين كانوا يكرهونهما بشدة ويعاملونهما بقسوة من وراء تدبير وتستر الأمهات وتشفيهن ، وتمر السنوات ويكبر الأبناء وتطلب كل أُم من الأب أن يشتري لولدها سياره بينما إبن "البطة السوداء" لايلتفت لحاجاته ورغباته أحد ، وفي ذات يوم شاء القدر ان يجمعهما ذات المصير في حادث سيارة ليصحوا الأخوين "الآباء" على كابوسٍ مفزع وهو حادث مروع توفيا فيه ولديهما المراهقين على الفور فكانت صاعقة مدوية على قلبيهما فحزنتا حزنا كبيرا ..ويالها من مصيبة كبيرة حلت بهما وبالأمهات الظالمات اللتين كادتا لفجيعة أن تفقدانهما عقليهما ويمر في ذاكرتهما شريط الذكريات ..
عندما كانت احداهن تضرب إبن زوجها وتسجنهُ في غرفة مظلمة لإنها لا تطيق رؤيته ، ولا تطيق أن تراهُ سعيداً أو أفضل من أولادها مما جعله يصاب بألم الحرمان والإكتئاب والمرض النفسي دون ذنب ، لإنه فقط كان نتيجة تهور وتسرع او نزوة مؤقتة سيعيش بسببها هذا الطفل الضحية عقدة نفسية وسيدفع ثمنها بقية حياته !
وكانت النهاية الأليمة نتيجة للظلم والحرمان ..وإن ربك لبلمرصاد وإنهُ يمهلُ ولا يهمل .
الكاتبة / هيا الدوسري