النخبة ..
صديقاتي هن اللاتي أنهض متكاسلة جداً بسبب السهر الطويل معهن وحديث السمر الذي يملأه المزاح والضحك. .
أركض مسرعةً دون الحاجة للنظر إلى الساعة لأخبرهن بأني لدي خبر جديد ولكن عليكن التخمين قبل أن أخبركن به.. ويتسابقن للتخمين وكم تضحكني تخميناتهن المجنونة ...
ومهما كان الوقت نهاراً أم مساءً ؛ صديقاتي يجدن الوقت لتلك الدقائق التي أعدها أثمن دقائق اليوم لكي يتواصلن معي .
لست بحاجة لأن أجد مقدمة لبدء الحوار معهن ..ولا مناسبة ولا حتى موضوعاً جاداً ومهماً.
كل المواضيع بالنسبة لنا شيقة وهادفة ومتميزة..
لا يمكن أن يمر يوم كامل لم نتحدث فيه . هذا من ثامن المستحيلات ،
قد يعد أثمن ما تملكه هم الأصدقاء، أخلاء الروح ، رفقاء الحياة وبهجتها.. لايهم أن يكون شعري مرتباً وملابسي جديدة ومزاجي رائقاً عندما أقابلهم.
ولا يهم أيضاً المكان الذي سنلتقي فيه ؛ يكفينا عشب أخضر نجلس عليه دون بساط حتى ..
كما أن غرفة المعيشة وشرب الشاي فيها تعادل عندي وعند صديقاتي أفخم من بهو فندق خمسة نجوم.
الشخص الذي يفهمك حتى من طريقة كتابتك أو من نظرة عينيك .. ويفهم مزاجك.. مرتاحاً كان أم متعكراً هو فعلاً صديقك.. لا يملك هذه الصفات إلا النادرون
هم السند عند الشدائد.. هم الأنس عند الرخاء.
أتحدث معهم بأريحية عن الدين والسياسة والأقمار الصناعية.عن الماضي وأحلام الصبا والحب..
لا حدود ولا قيود. . صديقاتي أتبادل معهن الشتائم والأحضان، والقصص والأسرار. والنصائح والتجارب. .
لأعرف أجمل من أن يكون لي شقيقة في الحياة لم تلدها أمي تخاف عليّ و تشتاق لي وتشد من أزري وتخاصمني عند خطئي بكل حب.
أستطيع التحدث معهن عن أخطائي والضحك عليها حد الاستلقاء على الأرض.
صديقاتي من الطراز القديم والنقي لاتهمهن الموضة ولا الماركات... هن لسنا كبقية الصديقات.
الكاتبة / منى الشهري