قصص وعبر
القصة الثالثة
العقاب 3????
هدى ( العاقه )
الكاتبة / هيا الدوسري
كانت اكبر اخوتها واخواتها وكانت تعامل والدتها كضرة لها حيث كانت الإبنه الكبرى ، وتنعتها بأبشع الالفاظ يعني بعبارة اخرى كانت فتاة عاقة تكره امها كرها شديدا وتتتمنى لها الموت سليطة اللسان داخل البيت ، وعلى العكس من ذلك كانت تبدو أمام الناس هادئة رغم ثرثرتها ، معسولة الكلام ، خصوصا مع معلماتها حيث تُظهر الوجه الطيب دائما لكنها تكره الجميع حتى اخوتها العشرة الذين تقوم بضربهم لتُغضب والدتها وتصفها بالجاهلة التي لاتحسن التربية وأنها ليست بكفء لتنجب هذا العدد من الاطفال ويكفيها أن تكون اما لطفلا واحدا فقط حتى تستطيع القيام على تربيته وتعليمه ، الأمر الذي يحزن قلب والدتها ويجعلها تبكي بحسرة .. كان أبوها ينصحها دائما بأن تتقي الله في أمها التي ربتها كما ربت اخوتها وتعبت عليها لكنها لاتأبه لذلك وكانت ممن قال الله فيهم ( ياأيها الذين آمنوا إن من ازواجكم واولادكم عدو لكم فأحذروهم ) !
مرت الايام ويأتي النصيب وتتزوج هدى برجل غني ويمر شهر وشهران وثلاثة وسنة ولم يظهر أي بشائر للحمل
واصبحت هدى من الزائرات الدائمات لعيادة النساء بحثا عن أي شيء ممكن أن يجعلها تُرزق بطفل. ولكن لاجدوى من ذلك فأصبحت شماتة للنساء القريبات منها وبعد سنوات قرر زوجها الزواج من اخرى رغما عن انفها واتى بالزوجة الآخرى في نفس البيت الكبير واسكنها فيه وبعد فترة بدت على الزوجة الجديدة اعراض الحمل فكادت هدى أن تُصرع من ألم الغيرة وشعورها بأنها أنثى ناقصة عاجزة لم تستطع ان تنجب لزوجها الولد الذي انجبته له ضرتها الجديدة فلم تستطع احتمال ذلك فطلبت الطلاق فطلقها لكنها ايضا لم تستطع العيش وحدها حيث لا ام ولا اخوة يريدونها بينهم واصبحت تحمل لقب مطلقة بالإضافة إلى لقب ( عاقر ) الأمر الذي يجعلها تشعر بالنقص والإحراج امام الناس وقررت العودة لزوجها وتحمل جحيم "الضرة والغيرة " ولكن كان للعودة شروط اولها أن تكون الخادمة المطيعة لزوجته وأن تقوم بتربية اولادها وان تتحمل اعباءهم، فرضخت لمطالب الزوج وزوجته ومرت السنوات واصبح البيت يعج بالأطفال اولادا وبناتا ليس لها منهم نصيب سوى العناية بهم ورعايتهم بينما الأبوين يخرجان ويتنزهان ويعودان ليناما هادئين مطمئنين لوجود هدى مع الاطفال تعلمهم وتذاكر لهم وتعتني بهم .. فهذه واحدة من نهايات العقوق التي كانت نتيجتها الحرمان .