تلك الأيام ..
الكاتبة / ياسمين عطاالله
نشتاق كثيراً لأيام جدي وجدتي ، بحلوها ومرها ، لبيوتهم البسيطة التي كانت تجمعنا ، والتي كان ينقصها الكثير ، ولكنها يملؤها الحب والأمآن ، والأنفس التي تعيش على الفطرة بكل بساطتها وعفويتها ..
إشتقنا لسُفرة الطعام معهم ! ونحن مجتمعون لاينقصُنا أحد ، إشتقنا ننام ونستيقظ ، برائحة القهوة التي كانت تفوح بعد صلاة الفجر ، وشاهي العصرية الذي كان يجمعنا ، إشتقنا ليومنا الذي يبدأ من شروق الشمس وينتهي بعد الغروب ، ومواعيدنا التي كانت مرتبطة بأوقات الصلاة ، رحلوا ورحل معهم كل جميل ..
وانتهت تلك الحياة إما بموت الجد والجدة ، أو أحد الوالدين ، أو بزواج الأخوان والأخوات ، ورحيل بعضهم من الدنيا ، وذهب كل واحدٍ منا لحياته الخاصة وأنشغل بها ..
وعند الذكرى تحيط بنا الأوجاع ، ويعصرنا الحنين لتلك الأيام والوجوه ، شوقاً لنرجع إليها ، ولكنها تبقى ذكرى ، ونستسلم لما كتبه الله ، فنصبر وتهدأ عواطفنا للماضي ، ومايجبُر قلوبنا ، أنها سُنة الحياة ، والموت نهاية كل شي ، والفراق لابد منه ..
وقد شبه النبي ﷺ الدنيا وأهلها كظل شجرةً حينما قال :( مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ).
رحم الله من توفاه من أجدادنا ووالدينا ، ومن فقدنا ، وحفظ الله الباقون منهم ومتعهم بالصحة والعافية ..
ودمتم سعداء
عطر الياسمين