( قصص وعبر .. القصة الأولى : العقاب 1)
قصة قصيرة
الحوادث والحريق والحرمان والمرض هي مصير ونهاية غامضة لبعض البشر قد تبدو اسبابها غير معروفة لنا ولكن هناك امور خافية لا يعلمها غير الله العليم الخبير فكما نعلم أن الجزاء من نفس العمل لذلك فقد تكون عقوبة يعجلها الله للانسان في الدنيا قبل الآخرة لمن بغى وطغى وتجبر والله اعلم
من هنا سأحكي لكم من بعض القصص التي كانت نهاية اصحابها مما كسبت ايديهم من ظلم الناس وربما كانت دعوة من مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب أدت به إلى هذه النهاية المأساوية!
أبله اعتدال
كان الضرب في الزمن الماضي هو الإسلوب التربوي المتبع ..
في المؤسسات التربوية وكان بعض المعلمين والمعلمات قساة على تلاميذهم ولم يكن هناك نظام يمنع ( الضرب ) وعلى قولة المثل المصري ( يافرعون من فرعنك قال مالقيت احد يردني) !
كانت (ابله اعتدال) معلمة الرياضيات السمراء الجادة جداً والتي تفتقر في هيئتها وأسلوبها إلى الرقة والاناقة كانت قاسية جداً رغم تدينها الظاهر والتزامها بالحجاب وقد كان اسلوب العنف هو السمة السائدة لديها (بمسطرتها الخشبية الطويلة) لعقاب التلميذات بشكل مستمر سواء لتأخرهن عن الحصة صباحاً ولو بضع دقائق أو الاهمال أو الشقاوه .. الخ فيكون عقابهن بالضرب على ايديهن عدد كبير من الضربات المتتالية وباختصار هي جلادهن اليومي الذي لامفر لهن منه بل أنها أصبحت كابوس مرعب ينغص عليهن حياتهن
في ايام الشتاء الباردة القاسية دون رحمة رغم البكاء والتوسلات والأثر الكبير الذي يتركه الضرب على ايديهن الأمر الذي يؤدي إلى ترك المدرسة احياناً بسببها !
وذات يوم آن للظالم أن ينال جزاءه وآن للمظلوم أن ينتصر ويُستجاب دعاؤه، ففي هذا اليوم غير المتوقع والمستبعد تأخرت (ابله اعتدال) لأول مرة عن حصتها الأولى على غير عادتها فقد كانت تحرص كل الحرص على الحضور حتى ولو كانت تشعر بالتعب وكأنها تستمد عافيتها بمجرد أن ترى دموع الطالبات و آلآمهن !
مما بث الفرح و السعادة في قلوب تلميذاتها ولكنه فرح رغم ذلك فيه شيء من اليأس والخوف وكأنهن لم يعدن واثقات من أنها لن تأتي وهن لايعلمن أن الله قد أنزل رحمته اخيرا وانها بالفعل لن تأتي ابداً ولن يرينها بعد اليوم بسبب اندلاع حريق في منزلها ، واصيبت جراء ذلك بالتشوه وخصوصاً ( يديها ) اللتين تشوهتا بالكامل !
الكاتبة / هيا الدوسري