ملائكة العذاب
الكاتبة / هيا الدوسري
ملائكة الرحمة ، هذه المقولة التي اطلقت على العاملين أو العاملات في مهنة التمريض مقولة قد عفى عليها الزمن شأنها في ذلك شأن بعض المعلمين الذي كاد المعلم أن يكون رسولا !
فبعض الممرضات في زمننا الحاضر هن في الواقع من (زبانية العذاب ) التي تقوم بتعذيب المرضى الذين يئس الطب من علاجهم أو يقع عبء رعايتهم عليها ويكون الجهد للقيام عليهم مضاعفا فيسلبها راحتها وحريتها كخادمة في بيت كبير اجهدها العمل بين ارجاءه وتلبية مطالب ورغبات ساكنيه فتصب جام حنقها على هؤلاء الذين جعلهم الله تحت يدها فتؤذيهم لتعجل آجالهم ، قد تخدعنا رقتهن الخارجية واسلوبهن في العناية بالمريض
ولكنهن في الحقيقة شياطين في زي ابيض يحملن قلوب سوداء وقد يكون عملها المشين هذا نتيجة التعب أو نتيجة لإغراءات مادية أو الانتقام من ذوي المريض الذين يسيئون إليها قولا واسلوبا فكل الحذر الحذر في تعاملكم إذا كان لديكم مريض بين ايدي هؤلاء لأنكم ستسلمونه للموت بلا شك بجرعة من الدواء المسموم من يد هؤلاء القاتلات !
خصوصا إذا كانت لادين لها ولا ضمير ولا تخاف الله
فمن الإساءة للمرضى بطريقة أو بأخرى إلى القيام ببيع الأطفال المواليد ببضع دراهم أو ربما مقابل صفقة من المال ، أو ربما سرقتهم أو قتلهم لنفس السبب فأين الرحمة من هؤلاء وأين القلوب الملائكية !
حتى نطلق عليهم لقب ( ملائكة الرحمة) لقد كانت تجربتي السيئة مع مجموعة من الممرضات الأجنبيات
ورأيت منهن مالم اتوقع ابدا لقد عاملن والدتي بقسوة اثناء مرضها و لم تكن معاملتهن رقيقة حانية رغم عجزها وكبر سنها كن يحاولن التهرب من العناية بها والتغيب عنها فكنت اعاتبهن لذلك فكانت الواحدة منهن تظهر الوجه الآخر والمشكلة أن الطبيب يقف إلى جانبهن وفي صفهن ولا يصدق مايصل إليه من شكاوى أهل المرضى
ويزداد الأمر سوءا عندما تعلم بعجز المريض عن إدانتها
أو الشكوى منها ، الأمر الذي يجعلها تتمادى في الإستمرار بمعاملتها السيئة خصوصا مع كبار السن فهن يرونهم قد اصبحوا عالة ويجب أن يموتوا كي يرتاحوا ويريحون الجميع منهم ويتركون اسرًّتهم لغيرهم من المرضى وتوفير العلاج للمرضى الآخرين غيرهم هكذا كن يفكرن حسب معتقدهن الفاسد وهو أن هذا المريض يعيش في الوقت والزمن الضائع ويجب ان يموت فلا فائدة من علاجه ولا فائدة من وجوده وإنها غير مكلفة أن تبقى تعالج مريضا لايأتي علاجه بنتيجه حتى ولو كانت تأخذ راتبها على أية حال ، فهي تحسده على حياته حتى ولو كان يتعذب وإن مايصرف عليه ليس له حق فيه ولا يستحقه وإنما غيره أحق به منه وهو ليس له مايناسبه سوى الموت والقبر ، كنت اراقبهن وهن يقمن بعملهن مع الكبيرات حيث لا رأفة ولا رحمة سواء عند تغيير الملابس للمريضة أو أخذ عينات الدم والتحاليل كنت أرى الألم على وجوه هؤلاء المريضات ومن بينهن( أمي ) ????
كن يأتين في مجموعات ويحطن بسريرها كملائكة الموت
يضحكن ويتكلمن بصوت عالي دون مراعاة للمريض أو من يرافقه ثم يتقاذفنها بينهن يمينا ويسارا حتى يجهدنها
لقد رأيت احداهن تقوم بالتربيت مابين كتفيها بقسوة حتى خيل لي أنها ستلفظ انفاسها ولا استبعد أن هؤلاء "الفلبينيات " المجرمات قد عجلن بموتها ولم يكن في قلوبهن شفقة أو رحمة ، مثلهن في ذلك مثل ممرضتها الخاصة الهندية غير المسلمة والتي كانت تقوم على رعايتها بقسوة خصوصا اثناء الحمام
فتأخذها عارية القدمين لتسير على أرض الحمام الباردة في قسوة الشتاء واستخدامها الماء الساخن في تنظيفها
كانت تشعر بكمية من الحقد لأنها لاترغب في رعاية المرضى كبار السن ولم تنهي بعد عقدها الذي لايزال بعيدا فما ذنب هذه المريضة المسكينه التي وضعتها حاجتها في يد هذه الحقيرة التي لاتخاف الله
وليس في قلبها رحمة ! فكيف تقولون انهن ملائكة الرحمه ؟ اسأل الله أن يكون الله مع من يقذفه المرض بين ايديهن ويرحم من رحمهم الله واختارهم إلى جواره ????????