لمعة بارق المئوية ..
من عام 1342هـ إلى عام 1442هـ مائة عام هي عمر الإمارة في بارق العز والمجد.
هذه الفترة هي قرن من الزمن وهي مناسبة عظيمة ويجب ألا تمر مرور الكرام احتراما على أقل تقدير لتلك الاجيال التي بنت بارق بعرق الصبر والحب والتفاني والتضحية.
والجانب الأهم أن تكون هذه الاحتفالية توثيق وتأكيد للولاء الكامل لهذه الدولة حفظها الله التي رأت بثاقب نظرتها أن هذا الجزء الاستراتيجي الهام جدير بأول إمارة في المنطقة كونها طريق الشتاء والصيف لسوقها الشهير (سوق حباشة) كمركز جمارك بالمفهوم الحديث.
وهذا الذكاء التنظيمي من قبل حكومتنا يعطينا الشرعية في الافتخار ببارقنا المجيد ويشد على يد رغبتنا في التحرك حثيثا لترتيب هذه الاحتفالية فرحة عارمة بهذه اللحمة الجميلة بين الحاكم والشعب.
وتحقيقا لهذه النشوة المستحقة يجب أن ننطلق من خلال القنوات الرسمية التي إن أخطرت بهذا الأمر فستبادر كعادتها إلى أنجاز هذا العمل على أعلى مستوى. وإن حال دون ذلك حائل فما المستوى الشعبي إلا ذراع من أذرع المستوى الرسمي ولن يتوان الأهالي بدعم هذا المشروع بإشراف رسمي من خلال الجهات الرسمية ذات الاختصاص لمثل هذه المناسبات.
أما أن تمر هذه المناسبة مرور الكرام فأنني أؤكد أن هذا عبث بتاريخ هذا الجزء الغالي من جغرافية مملكتنا إضافة إلى نكران لجميل تلك الاجيال التي ذهبت ليبقى بارق. ونسفا لكل جهود الدولة في هذا الجزء الجغرافي الهام.
وحقيقة الأمر لو أن هذه المناسبة لناد رياضي صغير في حي منزو من مدينة صغيرة لاقيمت له الأفراح والليالي الملاح نشوة وفرحا بهذا العمر التليد ولو عن طريق جماهيره المحبة إن تراخت إدارته.
فهل يعجز جماهير ومحبو بارق عن عمل ما يعمله جماهير ناد مغمور؟
وهل لبارق جماهير محبة؟
ألا يسحق بارق هذا التكريم ليتصالح مع جفاء اعتراف الخارطة الجغرافية رغم وجود أطناب شرعية استحقاقة بالذكر.
وبناء على ما تقدم فلم تعد هذه الاحتفالية ضربا من الترف أو نوع من الترفيه بل هي ضرورة فرضها التاريخ وجسامة الحدث فالتاريخ لا يرحم ولا يظلم فقط يحتاج لأمناء لتدوينه ثم نشره وقبل ذلك حفظه.
والابن لا يحتاج إلى من يذكره بواجب البر بأبيه.
وتنظيم هذه الاحتفالية ليست معجزة تثقل كاهل من ينبرى لتنظيمها أي كانت سواء جهات رسمية أو شعبية بشرط: الرغبة الصادقة واستقطاب الكفاءات بعيدا عن الحساسيات. وعدم حوكمة الأفكار دون تقييمها. والأهم من ذلك الشفافية الكاملة في الملائة المالية ونشر القوائم التي تبين المصروفات والمدفوعات.
ويبقى الأمل حاضرا ولسان حاله يقول: هل نرى لمعة بارق تُنبأ عن هماليل مزن طال انتظاره؟
سنرى.
الكاتب / إبراهيم أحمد آل الفقهاء