المشيخة من التقليد إلى الاحترافية ..
الكاتب / ابراهيم احمد آل الفقهاء
قال الأمير يوسف والي الشام :(والله لو اتحدنا لما جسر المغول على أن يفعلوا بالخلافة العباسية ما فعلوا). والحائل دون اتحاد أمراء المسلمين أن كل منا خائف على امارته ومملكته.
ولم يحقق هذا الخوف لهم الاحتفاظ بإماراتهم بل جعلهم لقمة سائغة التهمها المغول بكل متعة وارتياح؟
أليس هذا درس تاريخي مجاني يحق لنا الاستفادة منه ولو على مستوى القبائل؟
هناك مقولة حفظناها أكثر من اسمائنا ألا وهي الاتحاد قوة فهل حققنا فهمنا منها أم أننا فقط نحمل اسفارا دون الوعي بماهيتها؟
ولتحقيق ذلك أرى أن شيخ الشمل مركز قبلي مهم لتوحيد الجهود وتمثيل موحد ومركز يعطي ثقل قبلي على المستوى الرسمي. ووجوده لا يضعف مراكز الشيوخ الحاليين كما يتوهم البعض بل يزيدهم قوة ومتانة ويعزز من تواجدهم القبلي لدى قبائلهم.
ولكي يحظى بالقبول ويمارس دوره بكل اقتدار يجب أن لا يكون أحد الشيوخ الفعليين الآن، بل يجب أن يكون شخصية اعتبارية تحظى بقبول الجميع على المستوى الشعبي والمستوى الرسمي. ولكي يتحقق ذلك يجب أن ينفرد بمعايير تشفع له بالقبول ومنها:
1- أن يمتلك رؤية واضحة ويعرف تماما أين هو الآن، وأين سيكون غد"ا، وماهي وجهته النهائية؟
2- أن يمتلك روح المبادرة والاستعداد للعمل والقدرة على رسم الأهداف وتحقيقها.
3- سعة الأفق وقراءة أحداث اليوم وفهم ماضوية الأمس واستشعار مفاجآت الغد وإعداد العدة لها.
4- تكون لديه حصانة نفسية وفكرية أمام خيبات الأمل وعدم الاستسلام للإحباط واليأس بل تقبل طرق الباب المقفل أكثر من مرة وتمنية النفس بأن من وراء الباب لم يسمع الطرقات الماضية.
ولضمان نجاحه يجب اختياره عن طريق الانتخاب والتزكية ضمن خطته التي سيقدمها لخدمة مجتمعه ولفترة زمنية محددة تمكنه من انجاز مهامه وتمكن المجتمع من عدالة الحكم على عمله. هذا محفز له ودافع للاحتفاظ بمنصبه الوجاهي والمجتمعي خدمة للهدف الرئيس وهو جني ثمار الجهود والاهداف المرسومة نزولا عند حاجة المصلحة العامة لذلك.
وليس عيبا ولا بدعا من القول التعلم من الآخرين الذي نجحوا في مثل هذه التجربة وبذات الكيفية إن تطلب الأمر. أما التباكي وإلقاء اللوم على الآخر في ضياع الفرص وأخذ الحقوق فإنه ومن باب الإنصاف لم يمنعك منافسك كما تراه من العمل بل تراخيك هو من منعك فهو يتقدم وأنت تتباكى.
ولا يمكن نجاح هذا المشروع إلا إذا آمن الشيوخ أنفسهم بأهمية دور شيخ الشمل أولا. وعملوا على استقطابه وبعد ذلك سيأتي التأييد القبلي تباعاً.
أما إذا انعدمت حقيقة الإيمان أو حتى الرغبة بوجوده فإن الإيمان بوجودهم سينعدم مع الوقت لضعف دورهم وتضاؤل تواجدهم على خارطة 2030.
فهل من أذن صاغية؟
ألا ليت قومي يعلمون.