مرايا 2021 التصالح مع الذات ..

الكاتب / ابراهيم احمد آل الفقهاء 

قمة استثنائية بكل تفاصيلها ودورها في تحقيق هدفها الأسمى وهو عودة الجزء للكل وتصالح الذات العاتبة مع هويتها والانضواء في نسقها الاجتماعي وسط حميمية الاحتواء الصادقة.
ومهما كانت الخطوات مجافية لسنة السبيل تبقى حكمة الكبار حاضرة تضبط بكل هدوء تجاوزات الخروج عن النص وما مد يد المصافحة بالدعوة لقطرنا للمشاركة في قمة العلا إلا خير دليل على صفاء النية والتسامي على ترهات السفهاء والتحليق عاليا في سماء الفضائل والسمو الاخلاقي انطلاقا من متانة العلاقة الصهرية والعرقية والوحدة الدينية والمصير المشترك تحقيقا للمصلحة العامة لشعوب خليجنا واحد.
لاسيما والعالم عموما والمنطقة الخليجية خصوصا تعيش زمنا استثنائيا بدءا بجائحة كورونا التي غيرت نمط الحياة اليومية ومرورا بحالة شبه كساد اقتصادي عالمي عطل الكثير من الانشطة.  كذلك تلك الازمات السياسية والتحولات في العديد من الدول وأخيرا أزمة الحوثي المرتبطة ايديولوجيا بأطماع إيران المريضة وتدخلاتها السافرة من الباطن في الشئون الداخلية للعديد من دول المنطقة من خلال أذرع فاسدة مندسة تنفذ أجندات الفرس بكل تفاني واخلاص طمعا في صكوك غفرانهم اللعينة.
هذا المشهد المتشابك والمتعاضد معا أكسب دولتنا نضجا سياسيا آخر ووسع أفق الرؤية وكشف لها العديد من الأوراق المخفية في أدراج المجاملة الكاذبة.  ولأن الفرج يولد من رحم العسر كانت إدارة هذه الأزمات شهادة مصادقة على تميز أبهر دول العالم المتقدم نالت به وسام التميز ونيشان الكفاءة المستحقة.
هذه التداعيات التي تجثو على الخارطة الذهنية لكل من له صلة بالمسرح السياسي والتي قد تختلف تحليلاتها وفقا للقرب أو البعد من المطبخ السياسي المضطرب، إلا أنها تتفق على عنوان رئيس وهو أن هناك خطر محدق بالكل وهو يخطو حثيثا وليس لديه أي استثناء لاسيما إذا ما وجد منافذ تؤمن مروره بسلاسة لتحقيق هدفه حسب وجهات نظر معينة وفق مواقف متباينة وذهنيات ملبدة بغيوم الأحلام الواهية ورؤى خاصة كونت قناعات خاطئة متعنته لا تخدم إلا تلك الأجندة النشاز التي ترمي الطعم لتصطاد الصياد قبل الفريسة.  ولكن هل أدرك ذلك المخدوع أنه هدف تحقيق الهدف؟
وقد قرأ المعنيون هذا المحتوى واستجلوا الفوائد بكل وضوح وخلصوا نجيا أنه لا سبيل لدرء هذا الخطر إلا بالوحدة وسد كل المنافذ فعالجوا ذلك الجرح النازف الذي اشتكى الألم بمحاربة كل فيروسات التدمير الذاتي وتحصين دفاعاته بفعالية ونوايا بيضاء ترجمتها تلك العبارة الصادقة (يا الله حيهم نورت بلدك الثاني) موثقة بحرارة العناق الصادق المتدثر بدثار الأخوة الوثير الذي عكسته مرايا العلا منظرا أبكى أولئك الموتورين نحيبا مؤلما وخيبة أمل مريرة.
وأكدت المملكة أن رأب الصدع ليس مستحيلا بل هو مطلبا حياتيا لكي تبحر سفينة النجاة بسلاسة وترسو عل  شاطئ الأمان بسلامة.  
فقط نحتاج الخروج من أفق النظرة المحلية الضيقة للانطلاق إلى فضاء الرؤية الإنسانية الرحبة بالتسامي على إشكالية سيكولوجية الحب الذاتية والانصهار في (نحن) بدلا من (الأنا) الأنانية.
كل عام وخليجنا واحد ومصيرنا واحد.