ترامب يصنع خسارته والبطاقات البريدية بطلة المشهد
الكاتب والمحلل - محود قريش
‐---------------------------------
اتجهت انظار العالم صباح يوم الاربعاء إلي الولايات المتحدة مع بدأ فرز الاصوات الانتخابية ، في هذا الوقت كتبت للأصدقاء محددا (خسارة ترامب) ولم أتي علي ذكر فوز بايدن بل الحديث كان عن خسارة ترامب ؛ قد يتساءل البعض عن الفرق فخسارة ترامب تعني فوز بايدن وهنا يأتي التوضيح فحديث الخسارة ليس مرتبط بنتائج الانتخابات ، لست منجم أو قارئ للغيب ومفهوم حديث الخسارة هي حديث عن قيادة ورؤية قائد لحدث فريد يأتي كل أربعة اعوام ليحبس انفاس الامريكيين والعالم حتي يتعرف الجميع على من سيكون سيد البيت الابيض وحاكم العالم شاء من شاء وابى من ابى ، حديث عن قائد ومقدرته فى صناعة النجاح والخسارة لذا حين تحدثت عن خسارة ترامب كان الحديث عن قائد خسر معركته قبل أن تبدأ عن قائد فقد بوصلته ورؤيته وقيادته للحدث حتى وإن حقق النجاح سيكون هذا النجاح جانب من الحظ الجيد الذي دائما ما يرافقه رغم كثرة اخطائه . إذا لنذهب معا لنعرف كيف صنع ترامب خسارته ووقع في فخ غطرسته وغروره ولعبة الديمقراطيين
لقد قاد الديمقراطيين معركتهم لفرض التصويت الغيابى وحشدوا كل جهودهم وقواهم علي هذا الأمر حتى اصبح امرا واقعا في وقت سخر ترامب كل جهوده لمنع هذا الامر وحتي بعد أن أصبح أمر واقع ظل ترامب يخاطب انصاره بعدم التصويت الغيابى بل طلب منهم الاستعداد للزحف الاكبر والحشد للطوفان الاحمر يوم الثلاثاء العظيم. الديمقراطيين عملوا علي التصويت الغيابي وتسللوا فى هدوء لصناديق الاقتراع بكثافة في وقت كان ترامب يحشد انصاره ليوم الثلاثاء ليستعرض بأنصاره ويُرضي غروره بحشوده ويأتي لينتهي التصويت وتبدا عملية الفرز ويتقدم ترامب ويزداد صخبا ولكن مالا يكن يتوقعه حدث التصويت الغيابي واابطاقات البريدية تسقطه بالضربة القاضية ويتحول التصويت الغيابي إلي رصيد بنكى استراتيجي يسير بالديمقراطيين إلي خط النهاية بكل ثقة فهي الولايات المتأرجحة تقول كلمتها والأصوات الكاسحة لترامب تتأكل ، ولاية جورجيا التى ابتسمت لترامب فى الصباح وتقدم بما يقرب من المائة ألف صوت تآكلت وحتى كتابة هذه السطور هبط الفارق لنسبة هامشية تصل إلي (1775) صوت وولاية اريزونا تضحك ايضا لبايدن. الكارثة الكبري كانت في بنسيلفانيا التى تجاوزت اصوات التفوق فيها لترامب ست مائة ألف صوت ومع فرز البطاقات البريدية تبخرت اصوات ترامب وحتي كتابة هذه السطور باتت تمانية عشر الف صوت فقط لصالح ترامب .
افاق الرئيس ترامب علي كابوس البطاقات البريدية وجن جنون القائد وبدلا من تنظيم صفوفه بدأ فى محاربة طواحين الهواء والضرب والضجيج فى كل موقع والقضايا تتوالي والاتهامات تُكال للجميع والتغريد يعبر عن مرحلة اليأس التى وصل إليها ترامب علي الرغم من أن فُرصه وحتي هذه اللحظة هي الاقوي لمن يتابع المشهد بنظرة محايدة لهذا خسر ترامب حتى ولو فاز فى اللحظات الاخيرة خسر ترامب مثلما يخسر القضايا التى يرفعها واحدة تلو الاخرى مثلما خسرت تغريداته واصبحت تغريدات مشبوهة من قبل ادارة توتير،
خسر القائد الاحترام حتي من داخل معسكره وخرج من البيت الجمهوري من ينتقده بل من صوت ضده ترامب يخسر ويلحق بنفسه الضرر حتى وإن فاز فى وقت يزحف المعسكر الديمقراطي بهدوء نحو البيت الابيض ويكسب احترام الجميع لقد صنع ترامب خسارته وتبقي البطولة للبطاقات البريدية .