عندما يحب المقتول قاتله
رسالة إلى كل مدخن، كيف تحبُّ قاتلك الذي يقتلک ببطء شديد، يقتلگ بلا رحمة ولا شفقة.
مازلت تقتنيه، و تدفع أموال من أجل الحصول عليه، كيف لك أن تشتري السم الذي تشربه، وهو يسري في شرايينك من الداخل وأنتَ لا تشعر به.
إنه يدمر أعضاءك، وأنت لا تشعر إلا بعد فوات الأوان.
وقتها لا يصلح النجار ما أفسده الدهر، إلا ما شاءاللّٰه،
يتم الكشف عليك من قبل الطبيب وإشارات تصدر من جسدك، تقول لک ساعدني ساعدني، فأنا لم أعد أستطيع المقاومة، لا أستطيع أن أعود كما كنت نشطة، أريد حلّاً عاجلًا.
هل ستستسلم لذلك القاتل الذي استأجرته أنت لقتل نفسك؟
وهنا يدخل الجسم في صراع بين الأعضاء، أعضاء تقاوم وتقاوم، وأعضاء تفقد قدرتها ونشاطها، وأعضاء تستسلم. وعندما تستسلم تؤثّر على من حولها؛ لأنها ترکت فجوات يدخل منها القاتل إليها.
فقدت قدرتها ونشاطها،
وفقدت سيطرتها وهنا لم تعد تستطيع أن تقاوم بل تستسلم له .
وهكذا يبدأ القاتل في احتلال جسدك، ونشر السموم التي تكون منها، ويبدأ هنا بالسيطرة على ما تبقى من أعضاء الجسم وهنا يأتي التحدي الأكبر.
فإما أن تهزمه وتعلن انتصارك عليه، وإما أن تستسلم وتتركه يقتلك كيفما شاء.
الكاتبة/ موسية العسيري.