سلسلة العالم يسقط امام حكمة وانسانية المملكة 5

" السعودية العظمى انسانيا على مستوى العالم "

بقلم : بروفيسور / محمد احمد بصنوي 

حرصت المملكة على تقديم المساعدات الإنسانية للدول الشقيقية والصديقة، وانقاذ المنكوبين من الكوارث والأزمات،  منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود،  وصولاً إلى الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، حتى أصبح اسمها يرتبط دائمًا بالعمل الخيري والإنساني في شتى بقاع العالم، فما قدمته بلادنا من مساعدات إنسانية خاصة خلال آخر أربع عقود، جعلها تتبوأ مكانة متقدمة جدًا في خدمة القضايا الإنسانية، دون النظر إلى لون أو عرق أو دين، وهذا يأتي انطلاقًا من مكانتها في العالمين العربي والإسلامي، فبلادنا تحتل المكانة الأولى عالميًا من ناحية تقديم المساعدات الخارجية مقارنة بإجمالي الناتج القومي الوطني، ففي حين أوصت الأمم المتحدة الدول المانحة للمساعدات بألا تقل نسبة ما تقدمه من مساعدات عن 0.7 % من دخلها الوطني، فإن المملكة العربية السعودية قدمت خلال (27) سنة (1973-2000م) نحو 283 مليار ريال سعودي أي ما نسبته 4% من المتوسط السنوي الإجمالي للناتج القومي.

 وفي ظل الحديث عن الكارثة التي حلت  بدولة لبنان الشقيقة، الناتجة من تدمير مرفأ بيروت، قامت بلادنا بتدشين جسر جوي لإرسال مساعدات عاجلة لبيروت، مساهمة في دعم واستقرار هذا البلد الشقيق، وفي هذا السياق كشفت عدة دراسات إحصائية أن المملكة تحتل المرتبة الأولى بين دول العالم في تقديم الهبات والمساعدات والقروض الميسرة إلى لبنان، فقد قدمت السعودية بين عام 1990 وبين عام 2015 الى لبنان مساعدات ناهزت الـ 70 مليار دولار على شكل استثمارات ومساعدات ومنح وهبات وقروض ميسرة وودائع في البنوك (المصدر: روسيا اليوم)، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قدمت هبة بقيمة 500 مليون دولار للمساهمة بإعادة الاعمار عقب حرب تموز 2006، وأقامت جسرا اغاثيا انسانيا حمل 4984 طنا من المساعدات بمساهمة بلغت 45% من اجمالي المساعدات، وقامت بعد الحرب بإعمار 208 قرية وبلدة، كما تعهدت عام 2013  بتقديم هبة بقيمة 3 مليار دولار اشتملت على عقود شراء اسلحة فرنسية متطورة للجيش اللبناني، وهبة ثانية بقيمة مليار دولار لقوى الامن الداخلي ، لكن هاتان الهبتان اللتان توقفتا عام 2016 إثر تصاعد الحملة عليها من قبل حزب الله المدعوم من قبل إيران.
 ولك أن تعلم أن المملكة اهتمت بشكل بالغ  بدعم ومساندة القضية الفلسطينية ماديًا ومعنويًا، وفي هذا الإطار، قدمت المملكة تبرعاً سخياً في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم عام 1967م، كما التزمت المملكة في قمة بغداد عام 1978م بتقديم دعم مالي سنوي للفلسطينيين 1.9 مليار دولار وذلك لمدة عشر سنوات من عام 1979م وحتى عام 1989م، وفي قمة الجزائر الطارئة 1987م قررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره 6 ملايين دولار، واقترحت في مؤتمر القمة العربي في القاهرة عام 2000 بإنشاء صندوقين باسم "صندوق الأقصى" وصندوق "انتفاضة القدس" برأسمال قدره مليار دولار، وتبرعت بـ200 مليون دولار لصندوق "الأقصى" الذي يبلغ رأسماله 800  مليون دولار، وتبرعت بمبلغ 50 مليون دولار لصندوق "انتفاضة القدس" الذي يبلغ رأسماله 200 مليون دولار،  واهتمت بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، حيث قدمت المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين مباشرة أو عن طريق الوكالات والمنظمات الدولية التي تعنى بشؤون اللاجئين مثل الأنروا، ومنظمة اليونسكو، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الدولي، والبنك الإسلامي.

وأيمانًا بحق الجار علينا، فكانت اليمن أعلى الدول المستفيدة من مساعدات بلادنا بحجم 661 مشروعاً، بتكلفة تقدر بـ 8.3 مليار دولار، تليها مصر بـ 51 مشروعًا  بحجم يقدر بـ 2.2 مليار دولار، تليها فلسطين بـ 213 مشروعًا بتكلفة 2.058 مليار دولار، وفي المركز الرابع السودان بـ 74 مشروعًا بتكلفة تقدر لـ 1.4 مليار دولار، وفي المرتبة الخامسة  جاءت تونس بحجم يقدر 1.1 مليار دولار، أما مساهمات المملكة في المنظمات والهيئات الدولية فبلغت 524 مشروعاً استفادت منها 50 جهة بمبلغ 216 مليار دولار أمريكي،  وكانت أعلى الجهات المستفيدة الأمم المتحدة بعدد 46 مشروعاً، فيما جاء البنك الآسيوي للإستثمار في المركز الثاني، وفي المركز الثالث جاء الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بثلاثة مشاريع ، وفي المركز الرابع جاءت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي بـ 23 مشروعاً، اما بالنسبة لخدمات الزائرين (اللاجئين) داخل المملكة، فكانت بمبلغ إجمالي 1.373 مليار دولار أمريكي، استفادت منها عدة جنسيات في مقدمتها الجنسية اليمنية، تليها السورية، من ثم الجنسية الرهونجية، وفقًا لمنصة المساعدات السعودية التابعة لـ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وأخيرًا وليس آخر، فكل هذه الأعمال الخيرية، لا تدل على شيء، إلا على أن المملكة دولة إنسانية في المقام الأول والأخير، ولما لا وهي تحكم من قبل أبناء وأحفاد ملك الإنسانية الملك عبد العزيز آل سعود، فلم تقوم بلادنا بإعداد حملات تسويقية وإعلانية عن هذه المساعدات مثلما تقوم بعض الدول التي لا تقدم شئيًا سوى القليل، ولم تطلب يوما من أحد موقفًا سياسيًا بسبب هذه المساعدات، وهي بذلك عظمى انسانيا وتفوقت على الدول العظمى التي لا تقدم مساعدات، إلا من أجل تحقيق بعض الاهداف السياسية، وهذا يرجع إلى أنها تتصرف بمسؤولية دينية واخلاقية تجاه الإنسانية.

بقلم : أ.د محمد احمد بصنوي