رحلتي في الحج .. ايام التشريق
الكاتبة / منى الشهري
أيام التشريق كانت مختلفة تماماً لاانكر التعب الذي مررت به وذلك لأن الذهاب والعودة كان سيراً على الأقدام لم تكن الحملة التي تولت حجنا مسجلة في قطار المشاعر ومع ذلك لم توفر الحافلات لنا للذهاب للجمرات لا أعرف أن احسبها بالكيلو متر ولكن كنا نخرج من المخيم في الساعة الثانية عشر ظهراً ونعود إليه بعد رمي الجمرات عند الثالثة عصراً .. ولكن شعرت أني اعتدت على السير مسافات طويلة .. وكان الفضل بعد الله لرجال الأمن رتبوا سير الحجاج ومنعوا الازدحام اثابهم الله عنا خير الجزاء كما أنهم كانوا يوزعون الماء في كل الطرقات ويرشون علينا الماء ايضاً تخفيفا علينا من حرارة الجو ... لم اصادف ازدحاماً إلا في اليوم الأخير بالنسبة لنا فقد كنا ممن تعجل في يومين .. وبقدرة الله تسير لنا رمي الجمرات وكان علينا الذهاب لبيت الله الحرام حتى نطوف طواف الوداع ..
ومن الجمرات إلى المسجد الحرام. سيراً على الأقدام.. حتى لو شعرت بالتعب التفت حولي لأرى الحجاج يهتفون تستشعر حينها أنهم اتوا من كل فج عميق .. عندما وصلنا الحرم المكي كان صحن الطواف ممتلئ وعلينا الصعود للطابق الثاني أو الثالث وفعلاً صعدنا للطابق الثالث .. وبدأنا طواف الوداع والمشاعر تختلج صدري رغم التعب رغم كل شي يهتف قلبي سعادة .. لايمكن لأحد أن يصف شعور الحاج أبداً عليك أن تكون في ذلك المكان فقط لتعلم حقيقة شعور أن يجتمع التعب مع اللهفة لإكمال مناسك الحج على أكمل وجه .. ودعت مكه المكرمه ومعها أجمل أيام حياتي ولو تمنيت شيئ في حياتي سأتمنى العودة للحج ..أيام روحانية بكل ما تعنيه الكلمة ... عندما خرجنا من مكة المكرمة قبل غروب الشمس اخذت نفساً عميقاً وهمست لنفسي الحمدلله ... قلتها بكل فرح وكل فخر وكل سعادة الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وهكذا انتهت رحلتي في الحج ..