واشرقت يوم عرفة ..
الكاتبة منى الشهري
أشرقت شمس يوم عرفة كل الأحداث كانت كالحلم وركوبنا للحافلة ومسافة الطريق كان هناك رذاذ مطر طوال اليوم لا أبالغ إذا قلت إنني كنت أشعر أني أحلق في السماء وأن قلبي يطير.
كلهم تعلقوا بك و أتوا إليك ربي من كل فج عميق .. لبيك ربي والقلوب تهوى إليك لبيك ربي لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك .. لم أشاهد في حياتي كمية المشاعر التي فاض بها المخيم ذلك اليوم .. أطلقت دعواتي لرب هذا الكون الوسيع وكلي أمل وثقة به وحده .. عند الغروب كانت نفرة الحجيج لمزدلفة.. استودعنا الله دعواتنا التي فاضت بها قلوبنا وانطلقنا.
كان الإزدحام شديد لم تتمكن من الوصل للحافلة بسبب ازحام الحجاج ولم يكن هناك اهتمام من مشرفي الحملة أذكر أني مشيت ومشيت إلى أن وصلت لنهاية عرفة وواصلنا المسير حتى حل الظلام .. وليس هناك أثر لحافلتنا .. ولكن رجال الأمن لم يتوانوا في الخدمة فساعدونا بالركوب في حافلة والذهاب لمزدلفة.. وأخيراً وصلنا لمزدلفة و كان علينا جمع الحصى والانتظار إلى قبيل الفجر ثم الذهاب للجمرة الكبرى .... حتى مع التعب والانهاك كانت هناك سعاده تغمرني في كل لحظة .. وعندما تحرك الحجاج للذهاب إلى الجمرات كان قلبي يسبقني ايضاً.. توقفت الحافلات وكان علينا أن نكمل سيراً على الأقدام بسبب الإزدحام الشديد .. لاحت لي الجمرة الكبرى من بعيد رغم الإزدحام الشديد. وكل ما اقتربنا كل ما اشتد الإزدحام ... واشتد .. رغم أن الجمرة الكبرى أمامي الا اني لا استطيع الوصول اليها .. حتى اني شعرت بالاختناق من الزحام الشديد ولسبب اجهله تذكرت دموع أمي ..... ولكن الله يسر كل شي عندما استعنا بالله وتوكلنا عليه والله بقدرته يسرها وانتهينا من الرمي وعدنا للمخيم كان يوم العيد .. عيد بطعم آخر ..