رحلتي في الحج ..
الكاتبة / منى الشهري
في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات .. تحديداً سنه ١٤٣٩ه كنت من ضيوف الرحمن .كنت ممن دعاهم الله للضيافة الإلهية العظيمة
الكلمة لوحدها تُبهج القلب، ولكن الشعور بها مختلف تماماً كنت أتمنى الحج كل عام.. وعندما أراد الله تعالى تيسرت كل الأمور وتهيأت بقدر ما سعيت واجتهدت، و عندما أراد الله سهل الأمور كلها.
كنت في ازدحام ترتيب أموري واحتياجاتي واختلاج مشاعري . كل شي يشعرني بالفرحة وتغمرني المشاعر المختلطة إلى أن حان وقت توديع أهلي .. كل شي كنت أحسبه على مايرام إلى أن احتضنت أمي، همست لي: " استودعتكِ الله يابنتي وأسأل الله أن تعودي لي.. ... لا أستطيع مقاومة دموع أمي فكيف إذا كانت تودعني !!
اذكر أني لم أنم تلك الليلة، كان هناك خوف لتادري من ماذا ؟ ولا حتى لماذا ؟ هناك رهبة .. شعور يفوق الوصف.
عند الثالثة فجراً انطلقنا متجهين لمكة المكرمة كانت أجمل لحظات حياتي أتذكر حتى محطات البنزين التي توقفنا عندها ومحلات الكوفي لأخذ قهوة الطريق.
كل شي كان ممتع وكلما اقتربنا كلما ازداد شعور الرهبة، كنت أريد أن أقوم بكل المشاعر على أكمل وجه فأنا لا أعلم هل سأعود لهذا المكان أم لا .. وعندما وصلنا الحرم المكي كانت مشاعري تسبقني.
انتهينا من طواف القدوم والعمرة متمتعين بها للحج .. وهناك تواصلنا مع الحملة التي كنا قد حجزنا فيها وذلك حتى ترشدنا للمخيم .. ركبنا الباص عند غروب الشمس ولكنه لم يتحرك لأن الحجاج لم يكتملوا بعد كان علينا الانتظار حتى يكتمل الجميع ...
كان يستحيل عندي النوم في السيارة أو في إي وسيلة مواصلات وذاك اليوم تحديداً ولكن التعب والإنهاك يأتي به استيقظتُ والحافلة تسير وأخذت انظر من النافذة أريد أن أترك ذكريات كل هذه الامكان في عقلي فقط حتى أني لم أحمل هاتفي لألتقط الصور كنت أريدها فقط في عقلي وإلى الآن وانا نادمة على ذلك فالصورة توثيق ذاكرة ولكن الحمدلله
وصلنا المخيم عند الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل .. استقبلونا بالترحيب : أهلاً بالحجاج أهلا بضيوف الرحمن كان هناك توزيع للورد ابتهاجاً بقدومنا وحفاوة بضيف دعاه الله جل شأنه.. دمعة اختنقت بدموعي ودعيت الله أن ييسر لنا حجنا وتكتمل فرحتي...
وصلت لمكاني حيث اسمي ورقمي وضعت أغراضي وجلست كان الهدوء يعم المكان .. والرهبة تزداد مع مرور الوقت غداً هو يوم التروية .. وهكذا انتهى أول يوم وهو اليوم السابع من ذي الحجة .