إشتياق الأوردة
الشاعر / صالح الكناني
ما كل شيءٍ
يستبيحُ جوارحي
فلي عليها سطوةٌ
متمردة
حتى عيون الساحرات
توقفت
عند السهام
تكسرت
متجمدة
نظرت ذؤابة خافقي
فتبصرت
أني لها طعّانُ
نزو العربدة
وشعائرُ النظرات
تدنو خلسةً
تتحسس الخطوات
نحو المصيدة
ترنو إلى قلبي
فلا تشتاقه
تتمنعُ الأبواب دونها
مؤصدة
تخشى تدفق وابلٍ مستسلمٍ
لجحيمِ عشقٍ نارهُ
مستوقدة
فأنا وإن عزف الهوى عني فلن
يعزفْ على أوتاره
سوى أبرده
عشتُ صراعاتِ الغرامِ مكابراً
ما كنتُ أسمح جيشه
أن يعبده
فتكالبت حين الوقيعة رغبتي
لبراءة الوصل العفيف
ومقصده
لكن قلبي هالهُ ضعفي وما
أرخى لها حتى
عنان الأفئدة
تمضي السنون
على عظائمِ وحدتي
ما بين صدي
وإشتياقُ الأوردة
لدماء قلبٍ دافيءٍ يجري بها
تتزلزلُ الروحُ جوىً
فتهدهده
وأنا إذا كنتُ الخليَّ فإنني
لست على هذا التخلِّيَّ
سؤدده
لي في النساءِ
أميرةٌ مزدانةٌ
بـعـفـافِـهـا مـصـونـةً
متفردة
أدعو الإله تنالها أهزوجتي
فيطالها عشقي
فتنشدُ أجوده
فتنقِّبُ الكنز الدفين في خافقي
تستخرجُ النبض الثمينَ
فتُشهِده
وتخالطُ الأنفاس في صدري على
وقع الهوى فيجيبها
بتـنـهُّـده
فتهيم في سُكر الكلام وصدقهِ
فتمازجُ الخد المنيرَ
تـورُّده
فتنجلي عن نورها خلجاتها
فترتعش شفتاها حباً
تُـسـعِده
تتيقنُ الأكبادُ
من هفو الصبا
فلا يغيبُ عـن الصبابة
موعده
فأنا وإن علم الهوى مزدانتي
وتكفل النبض الصفيّ
فأشهده
فإن عشقي لا يفارقُ فطرتي
فقد جُبِلتُ على
تتبعِ مورده
لكن ما قض المضاجع عنوةً
هو هل سيقبل بي حبيباً
أُسعده؟
هل سينبضُ قلبه حين يرى
عيني وما فعل الـكرى
وتودده؟
ولسان قلبي حينما طاب لهُ
نظم المشاعر والفؤاد
تـَنـَهده
هل إنتظاري سوف يجدي حبه
أم يقفل الباب المعتق
أعقده؟
ما كل شيءٍ يستبيح جوارحي
لكنها عبثت بقلبي
تُفـسِـده
وا حرّ قلبُ المستباحُ حصاره
في كل زاويةٍ سرابٌ
يَفـْـقُـدَه
كيف السبيل
إلى ملاذٍ توأمٍ
مستسلمٍ لمتيمٍ
كم يعبُدَه؟
عبثاً أحاولُ
والقيودُ تلفني
كيف الوصول لها
وروحي مجهدة؟
في كل يومٍ
أستفيقُ بطيفها
علِّي أرى الأرواح فينا
مجندة
ماذا عليّ
وأي شيءٍ نابني
آمال قلبي لم تؤكد
مولده
كل شيءٍ في كوامنٍ خافقي
يؤمن بأن جوارحي
لن تفقده
عشقي لها
عشقٌ تعلق
واكتفى
فالنار هامت
في عروقي
مؤبدة