«السلسلة العسجدية في المدائح الخيراتية»
القصيدة الأولى
رثاء العلامة أحمد بن الحسن البهكلي ت١٢٣٢ھ لأمير المخلاف السليماني الشريف حيدر بن محمد بن أحمد بن محمد بن خيرات ت١١٩٠ھ جد الأشراف آل حيدر :
مالي أرى شمس الضحى لا تُكسفُ
والبـدر في أنواره لا يخسـف
والزُهر في الافلاك مسرورة
والأرض ليست كالخلائق ترجف
والراسيت الشامخات مشيدة
فيها فلا دكت ولا هي تنسف
والبحر لم يترك تزايد مده
فلشأنه جزرا إذا هو ينصف
لا غرو إن هي لم تزل عن حالها
ليست لحق الرزء حقا تعرف
قد مات سلطان البسيطة حيدر
حامي الحمى والمشرفيت ترعُف
والبيض من اغمادها مسلولـة
أضحت لابصار الاعادي تخطف
تنفي رؤوس القوم عن جثمانها
فقويمها من خوفها مستضعف
وعظيمها أضحى حقيرا مشفقا
وصحيحها يدعى مريضا بُدنَف
فمصابه عم البرية عن يد
يدريه كل سليم قلب منصف
ناحت عليه الصافنات بأسرها
وغدت بفرقته معا تتأسف
واليعملاتُ تمنعت أكوارها
ما إن تسير بمثله أو توجف
والبيض والسمر الحداد تنكرت
فكـأنها لـسواه ليست تألـف
إن كان غيب وجهه في لحده
فجميل حسن صنيعه لا يحذف
ما مات من خلد الثنا من بعده
عنـه فذكـر ثناه لا يتكيـف
من كان مسروا بمهلك حيدر
دبت إليه يد المنية تزحف
فالموت كأس دائر لا يتقى
هو للانام على الحقيقة يحتف
تبكي على الأسد الهصور ممالك
من بعده كانت به تتشرفُ
وبكته من ابنا أبيـه عصـابة
مثل النجوم الساريات وأشرف
ما منهم إلا شجاع باسـل
بجميع أوصاف المفاخر يوصف
حازوا المكارم كابرا عن كابر
شهد العداة لهم ولم يستنكفوا
ورقوا من العلياء رأس سنامها
فلهم بطائن فرشها والرفـرف
وبكته من أبناء يعرب معشر
شم الذرى للعهد ليست تخلف
من مذكر الحمراء ومن جشم الوغى
كم جحفل هزموا وكم غيظ شفوا
حملوا البنادق كالصواعق أحرقت
جمع العدا لم تبق عين تطرف
لا غرو قد نصروا الإمام المرتضى
هو ذاك مـولانـا الأبر الارأف
أعني أمير المؤمنين ومن به
بعد النبي أمان من يتـخوف
وانظر تراجمه تجد أقواله
فيهم مصرحة تقال وتعرف
يا يومه هيجت أحزان الورى
وتركـت أكبـادا لنا تتلهف
رحم الإله صريحه وسقاه من
صوب الحياء سحائبا تتوكف
وأحله بالفضل منه جنة
فنعيمها أمر عليه يوقف
والله يخلفه بخير خلفة
فهو الكريم المنعم المتعطف
ويدم إخواته ويحرس مجدهم
وبنيه نعم المعقب المستخلف«١»
ويديم مولانا الصفي المنتقى
ليث الوغى البحر الخضم الأرجف«ُ٢»
مروي القنا من نحر كل معاند
ومبيد من يطغى ومن يتعنفُ
ما عنتر في بأسه ما حاتم
في جوده وكماله ما الأحنفُ
ما الاسعدان وما مقاول حميرٍ
ما ذو الكلاع وما المظفر يوسفُ
أوليس ذا نسل النبي المصطفى
ليس الشريف كمن غدا يتشرفُ
لا زال للإسلام ركنا شامخا
يأوي إليه الاضعفون اللُـهـفُ
--------------------------
«١» إخوته هم: أحمد الفريد، علي فارس، يحيى، ناصر، بشير، حسين أبو ذياب، منصور، حمود أبو مسمار، مسعود، فايز، هزاع، نايل، إسماعيل، أبو طالب، ظافر.
«٢»الصفي هو أخوه الأكبر أمير المخلاف السليماني الشريف أحمد الفريد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خيرات .