الفرق بين الحقيقة والخيال
عنوانين مختلفين لمقال واحد وموضوع واحد وقد تكلم فيه الكثيرين ولكن ذَكِر فإن الذكرى تنفع المؤمنين هذا إذا كان بعضهم يؤمنون بالله واليوم الآخر والحساب والعقاب ويخافون يوما شره مستطيرا فنحن بشر نخطئ ونصيب في بعض تصرفاتنا ولكن لانصر على التصرف الخطأ والذي قد يجر على المجتمع وبالا مستقبليا".
فالإنسان يحلم ولكن في الخيال ويتمني أن يلمس شيء على الواقع المر الذي يعيشه فبغض النظر عن جحود الزمن وفبركة الليالي السوداء له بنجوم غير نجوم السماء ويري قمرا غير القمر الرباني في شطحة خيال المواطن الذى يحاول أن يعيش بسلام في ديرته وبهدوء وعلى تربية الأجداد والآباء الافذاذ الذين بنوا بلدهم بجهدهم وعرقهم التي ارتوت الأرض منه ويحلم بتطور لا يمس عقيدته ودينه ويساهم في تربية أبناءه على هذا المنوال الجميل والنبيل وفجأة تتحول هذه الأمنيات إلى سراب وطموح مطمور تحت الوحل وتحت الأقدام إلا ما رحم ربي من بعض الأمور التي يراها البعض حسنات التطور الحضاري والتكنلوجيا الضرورية في حياته.
و سبب معاناة المواطن الذي أحب وطنه وترعرع حبه في فؤاده وأصبح يحلم بالرفاهية المطلقة التي تحفظ له مقامة بين دول العالم المتطورة فبلده تعد من الدول الغنية ولكن يأتي التجار الجشعين ومن يطبل لهم من العلمانيين والليبراليين الذين درسوا في الدول الغربية و شواذ البشر التي لا تترك المخلصين والمحبين في حال سبيلهم بل تتربص بهم الدوائر وتنغص عيشهم بأفكار مستوردة وخطوات مدروسة لتحطيم القيم والمبادئ التي تربى عليها المجتمع وهذا الكيان وتلفيق التهم لبعض فئات المجتمع بالتخلف وعدم المعرفة والعلم .
ويأبي الله إلا أن يتم نوره بوجود نخبة من علماء المسلمين وأدباء ومفكرين والمخلصين من أبناء هذا الوطن إلا الوقوف في وجه هذا المد الغربي ويحاولون جاهدين محاربة ومجابهة هذا الغزو الفكري لتبقى الأصالة والعراقة في ذهن وعقول أبناءنا وعدم اغتيال براءة أطفالنا وعقولنا وأفكارنا النزيهة ووأد العقيدة الإسلامية ومحاولة تغريب المجتمع .
ولكن هل يكفي ذلك بل بتكاتف المجتمع ككل ومراقبة التغيرات البيئية في الأسر ومحاولة أرباب الأسر بتعديل هذه التحولات ومنعها من اختراق أسرهم وعائلاتهم ومجتمعهم بشتى الوسائل المتاحة والأدوات التعليمية والإعلامية والتثقيفية لأبنائهم وأسرهم .
ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يحاول تغيير المفاهيم والقيم الأصيلة وتحويلها إلى سراب الذين لا يخافون الله ولا تأنيب الضمير ويرينا فيهم عجائب قدرته إنه سميع مجيب.
واسمك يابلادي على جبين الشمس مكتوووووب..
الكاتب/ مبارك محمد القحطاني
لندن 25 سبتمبر 2019