فاجعة الغراب
تعجب فكري من تقلب المعرفة و اختلاف المتعارف عليه ، وذلك لولوجنا إلى بوابة المعرفة " الكذبية. والصدقية" ولاتجد لك علينا يمين !؟
نكتب عن تغير مفاهيم الناس عن الغراب ذاك الطائر الذي ينعق و يخطو خطوة ويقفز خطوة .
فقد روى القدماء أن صغيراً للغراب راق له مشية الحمام فأصبح يقلب ركبه و أمشاط أقدامه على غير طبيعتها ! فأنساه التدريب مشية آبائه و أعياه طبيعة أعصابه و عضلاته تقليد الحمام !
هكذا هم من ينغرون بغيرهم و ينقلبون على ذاتهم فضلاً على مجتمعهم ، و الغراب تقلبت علينا أحواله فأصبح البعض يتمنى صيد الغراب ؟! لطعمه الشافي لبعض الأسقام ، و تحججوا بانفتاح العلماء و تيسيرهم للضرورة ولم يتقيدوا بما قال العلماء " نصياً" بل في أكل لحم الغراب ، فقد حرم الله و كره لنا أموراً .... أوضحها العلماء باليقين الدامغ و الحديث الصحيح ، ولكن اتبعناهم في ترخيصهم لبعض الأمور !
و سحبتنا أحاديث النقاب و القفازات في الحج و العمرة و لكن لم تقل الأحاديث بأن لبسها لايجوز و محرم ، حتى رأينا في وقتنا هذا هجوماً على تستر الناس بهذا الساتر الذي أقل مايقال عنه " يغطي " وجه المرأة ؟! أليس كذلك ، تشفع له احوال المتغيرات من نسائنا و المتسابقات إلى اظهار اطراف الرأس و القذلة ، سأذكر لكم مقولة الغربان ....
الغراب لا يقلع عين الغراب مثل يوناني
أشبه من الغراب بالغراب مثل مشهور استدل به النبي صلى الله عليه وسلم
أصحُّ من غراب وأبصر من غراب
وأصفى عيناً من غراب مثل مشهور
وأخيراً
عن أمِّ سلَمةَ قالت: لمَّا نزلت: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ خرجَ نساءُ الأنصارِ كأنَّ علَى رؤوسِهِنَّ الغِربانَ منَ الأَكْسِيَةِ
خرَجَ نِساءُ الأنصارِ رِضوانُ اللهِ عليهنَّ مُختِمراتٍ كأنَّ على رُؤوسِهنَّ الغِربانَ مِن الأكْسِيةِ، أي: اتَّخذوا مِن كِسوتِهنَّ أخمِرةً وغَطَّوْا بها رُؤوسَهنَّ حتى أصْبحنَ كالتي تَضعُ على رأسِها غُرابًا، وهذا كِنايةٌ عن شدَّةِ حِرصهنَّ على تطبيقِ ما أمرهنَّ اللهُ بهِ من حِجابٍ. فهل نعيش غربة الغراب الخائف على لحمه و ربما سيجد من يمدح ريشه و يتسابق على نتفه العامة ..
كتبه من عمق الكلمة
لافي هليل الرويلي