قارئة فنجان
الكاتب / مبارك محمد القحطاني
ذات يوم عندما كنت في القاهرة المدينة الجميلة وعلى ضفاف النيل كانت استراحتي في مقهى على النيل مباشرة وعندما كنت ارتشف فنجان القهوة وفجأة تظهر امامي امرأة مسنة لتقول لي هل تريد أن اقرأ لك الفنجان فتملكنى الفضول مع العلم بأنني لا أؤمن بهذه التخاريف فأعطيتها الفنجان تاركا لها استرسالها في شرح تعرجات القهوة على جانبي الفنجان لتقول لي: لك حظ كبير وامامك مستقبل جميل وباهر وسوف تكون من الرجال المرموقين والمشهورين تظاهرت بتصديقها واعطيتها المعلوم لوجه الله وليس لقراءة الفنجان مع العلم بأنني أعرف الناس بحظي ومستقبلي الذى يشكو من قلة الحيلة وعدم المبالاة في هذه الحياة وكانت كلماتها ترن في أذني وأحاول نسيان كلامها إلا أنني استسلمت لبعض هذه التخاريف وتاهت الكلمات في زحمة الجو المفعم بمتاعب الحياة واستعرض شريط حياتي أمامي في لحظات كانت جروح الزمن عادت من غربتها المنسية وبدأت تتقافز أمامي ملوحة بابتسامة صفراوية من بين ثنايا اطاح بها الزمن وأرتني وجهها القبيح بعدما نسيتها واندملت بفعل السنين العجاف في حياتي وصرت اتبع وهم الذكريات الممزقة وصرت استرق منها اللحظات الجميلة النادرة التى انتهت في لحظة وصول الجرسون بفاتورة الحساب .
فيجب علينا أن نعيش الحياة بحلوها ومرها ولكن لا نيأس ونبتسم الابتسامة الجميلة لكل من يقابلنا ونحاول نسيان لحظات التعب وكل ما هو قبيح ونسترجع الذكريات الجميلة في حياتنا ونعيشها حتى لا نُتعب قلوبنا وأجسادنا بزيف الاوهام والآمال واحلام اليقظة بل نعيش واقعنا ونحاول أن نغير من مسار حياتنا إلى الأجمل .