مظفر أديب وباحث عبقري لم يأبه بالشهرة
بقلم الاستاذ محمد رياني
ملامح العبقرية بدأت عليه منذ طفولته ؛ لم يكن في ذلك الوقت من يكتشف هذا ألنبوغ المبكر على هذا الطفل البريئ، لكن والده فطن لذكائه وحذاقته وبديهيته.
هذا الطفل إسمه (على أحمد مظفر) الذي كان يشتاق أو يتلهف ولو على لعبة واحدة تشغل الفرح في داخل قلبه الصغير؛ لكنه لم يجد ذلك لأنه لا يوجد العاب حتى يتمكن أباه من شرائها له.
لم يعد أمام هذا الطفل إلا أن يكسر القاعدة التي كانت تحرِم الأطفال من مصاحبة الكبار أو الجلوس معهم ؛ غير إن هذا الطفل العبقري أصرّ على مصاحبة والده في الجلوس مع الكبار من أصدقائه . فاضطر والده على أن يأمره على قراءة هذه الكتب أمام أصدقائه وهي؛ إعلام الناس فيما وقع للبرامكة مع بني العباس، وكتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور ، وكتاب عنتر بن شداد ، وكتاب الزير سالم، وكتاب أبو زيد الهلالي ، وكتاب فتوح الشام ، وكتاب قصص العرب ، وكتب أخرى في الحديث والأدب والتاريخ .
هكذا كانت بداية حياة هذا الرجل (علي مظفر) ، أرتوى من مختلف الثقافات الأدبية والتاريخية والدينية وأدمن على القراءة وهو في سن مبكرة جدا ، لكن هذا الأديب الكبير لم يتوقف على هذا الوضع بل أصرّ والده على ممارسته لكتابة الوثائق والمستندات القديمة،
وقال هذا الأديب: عندما أصل في منتصف الأسطر ؛ يستوقفني والدي حتى يتأكد من وجود أخطاء أو.. لا. وعندما يجد أخطاء يعاقبني بتمزيقها وكتابتها مره أخرى ، كان معي حازما وشديدا في غير عنف.
# وفي قصة جعلت منه شاعرا مبدعا قال مظفر : ذات مرة حملَني والدي على ظهره ذات مرة وأدخلني (صندقة) خوفا علي من البرد فانزلقت رجليه فوقع على الأرض فأستقبلني على صدره حتى لا أُصاب بالأذى فقال (أبوعلي) كنت يومها طفلا صغيرا لا أقوى على شئ. وقبل أن يرحل والدي من دنيانا رحمه الله حدث لي ذلك مع إبني ميمون في المحاله في مدينة ابها ، وهو موقع سياحي رائع، فذّكرت والدي عن ما حدث لي في طفولتي معاه ، حدث ذلك معي وولدي الصغير ميمون ، فقال والده رحمه الله ، شطرا من الشعر وقال لإبنه علي ؛ أكمل الشطر الثاني. إحنا (أقتسمنا حبنا بالتساوي) **** فأكمل أبنه علي ( لا زاد شئ عندي ولا زاد عنده) .
هكذا كانت بعض المواقف التي صنعت وصقلت هذا الأديب الكبير والباحث الكبير الأستاذ الخلوق جدا (علي أحمد مظفر). والذي قال عنه الأديب الكبير أحمد البهكلي.. إنه موسوعة. هذا الرجل لم أجد أن أصفه إلا بالعبقري نظرا لأطروحاته البحثية وأدبه وشعره وثقافته العالية .
هذه نبذة مختصرة جدا لتدخلنا بوابة أكبر لمعرفة المزيد عن هذا الشاعر الكبير المبدع الذي لم يعطي أي أهمية لطباعة أكثر من 200 قصيدة من إبداعاته و أبحاثه وأطروحاته ، #في المستقبل القريب سأبحر بقاربي في أعماق هذا النهر من خلال حوار مميز إن شاء الله تعالى مع هذا الأديب والشاعر العبقري علي أحمد مظفر .......