ثقافة المنطق السليم
الكاتب/ مبارك محمد القحطاني
تأبى الكلمة إلا أن تتطبع بطبع قائلها فكل كلمة خرجت من فم صاحبها محسوبة علية سواء بخير أو بشر ولكن لماذا
لانجلس سويا لنقرأ مابين السطور حتى نتعرف على منطوقنا وكيف نحكمه ونتصرف به كيفما نشاء فالحقيقة الكلمة ومردودها على المتلقى لها تأثير كبير في تفسير معنى الكلمة بحسب المتلقي وفهمه لمتغيرات الحديث فكم
من أكاديمي كبير عند الكلام يتلعثم ولاتخرج الكلمة على مستوى فكر صاحبها ولكن عندما يبدأ بكتابتها تختلف النظرة له ولأدبه ودرجته العلمية وكم أمي لايعرف القرأة والكتابة وهو فصيح اللسان ..والأدلة على ذلك كثيرة ومنها :
لما جاءت الخلافة لخامس الخلفاء عمر بن عبدالعزيز اتته الوفود
مباركة فإذا فيهم وفد من الحجاز فنظر إلى صبي صغير السن وقد أراد أن يتكلم فقال عمر : ليتكلم من هو أسن منك .
فقال الصبي : يا أمير المؤمنين لوكان القول كما تقول لكان في مجلسك هذا من هو أحق بالأمر منك قال عمر صدقت فتكلم .
فقال الصبي :يا أمير
المؤمنين إنا قدمنا عليك من بلد نحمد الله الذي منّ علينا به.. ماقدمنا عليك رغبة منا ولارهبة منك فقد امنا جورك بعدلك فنحن وفد الشكر والسلام فقال عمر رضي الله عنه : عظني ياغلام فقال :يا أمير المؤمنين إن أناساُ غرهم حلم الله وثناء
الناس عليهم فتزل قدمك وتكون من الذين قال الله تعالى (ولاتكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لايسمعون )
فنظر عمر في سن الغلام فإذا له اثناعشر سنة فانشدهم عمر رضي الله عنه .
تعلم فليس المرء يولد عالماُ
وليس أخوعلم كمن هو جاهل
فإن كبير القوم لاعلم عنده
صغير إذا التفت عليه المحافل
فإننا نرى مدى فصاحة هذا الصبي الصغير مع العلم بأن معه من هو اكبر منه سنا ولكن لاتقاس الفصاحة بكبر أو صغر السن أو بالشهادات والتدريب ولكن
بالفطرة فكم من لسان قتل صاحبه وكم من لسان رفع صاحبه إلى أعلى المراتب والمناصب فجدير بنا أن نكون محافظين على هذا النطق واللسان وأن ننأى
دائما عن الكلمات التى تشوه سمعتنا وتسمم افكارنا وتتردد على السنتنا دائما.. فلسانك حصانك إن صنته صانك وإن اهنته هانك وكثر اللغط والهرج حولك وأصبحت غريب وسط ناسك وأهلك
ومجتمعك المحيط بك فحاول دائما إلى التحدث بأعذب الكلام وأحسنه وأجمله لكي تبقى دائما في قلوب البشر مهما حصل من سوء فهم لبعض الأمور
فلا تترك لسانك يشذب في هذا ويسب هذا ويحط من قدر هذا وذاك ولكن كن كالنخلة باسقة وثمرها جميل ولذيذ وسعفها فراشا ولحافا وجذوعها أعمدة بيوت
فاعلم رعاك الله أن الإنسان لن يخلد إلا بالذكر الطيب
ويورثه إلى ابنائها ويبقى مخلد بقلوب البشر وكفى بحديثنا هذا عن موضوعنا لعلنا ندرك اهمية النطق السليم في حياتنا
وأن نبقى دائما جديرين بثقة الغير ومحبتهم لا بكرههم وبغضهم لنا بحسب ملافظنا فلقد قيل الملافظ سعد..