العادات والمواريث القبلية
الكاتب/ سامي اورنس الشعلان
————————————
قال لينين في احدى مذكراته بأن الاتحاد السوفياتي لن يهزم من الخارج وإنما سيهزم ويفتت من الداخل وهذا ما حصل فعلا عام 1989 عندما تفكك الاتحاد السوفياتي الى دول ودويلات مستقلة تحت اكثر من مسمى ديني واقتصادي واجتماعي وبدأت الحروب في الشيشان والبلقان وتفككت دول وشطبت دول من خريطة العالم لنصل اليومٳ ٳلى حال دول الشرق الٲوسط التي تمر بمخاض الربيع العربي، حيث بدأت مخططات غربية ومعادية ومن يدور في فلكها من الدول العربية سعيهما الجديد والمكمل لتفتيت الشرق الاوسط عبر العزف على أوتار الطائفية الدينية والقبلية ، ولا ننسى اسرائيل التي تراقب من على بعد وتمسك بكل خيوط الصراع في المنطقة وتحركها بما يخدم مصالحها.
السؤال الاستراتيجي الذي يطرح نفسه لماذا في هذه الاوقات يتجه البعض ٳلى دعم صعود التيارات الطائفية...والنعرات القبلية؟، إن النقاشات التي دارت وتدور تدفع المرء للتساؤل... لماذا الآن تحديداً...؟ ومن يقف وراءها...؟ وأية أجندات يراد تحقيقها...؟.
قبل الجواب ولقطع الطريق على أي إتهامات، نقد بأن حرية الرأي والنقاش مكفولة للجميع، لكن من غير المعقول والمقبول هو اللعب بالنار في مثل هذه الأوقات وفي حالة المواريث القبلية ووتر الطائفية تحديدا.
الاعلام والسوشيال ميديا فتح الباب على مصراعيه لصنع مهاترات ملأ بالتجاوزات وحالات الخروج عن النص، حيث لا يعرف أغلب المتعاملين معها أصول وقواعد وأعراف الرسالة الإعلامية ، ومن كثرة التجاوزات التي شهدتها تلك المواقع أصبحت جديرة بتغيير مسماها إلى « فوضى الاعلام»؛ حيث لا حسيب ولا رقيب، وعدد غير قليل من روادها يسيء استخدامها ويحولها إلى أداة لبث الفتن وصنع المشكلات ولَقَد حَذَّرَنا الله عَزَّ وَجلَّ في كِتابهِ الكَريم مِن هذهِ الفِتَن ، فقالَ سٌبحانه : { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ، وقالَ سُبحانَه : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
ما يهمني قوله هنا ٳن البعض عن حسن نية ٲو سوئها في الغالب ٲو سيناريو مكتوب، يدلي بعض الإعلاميون دلوه بشكل سلبي في احداث جانبية ويضخمها تأجيجيا لمشاعر الشارع هنا ٱو هناك، وهو في الغالب يعاني من نقص كبير في المعلومات اولا ، وفي الفهم في عادات وتقاليد هذه القبيلة ٲو تلك واضيف ايضا بٲنه يعاني نقصا شنيعا في المفردات، فيتفوه بكلمات ناشزة ، وعبارات منفعلة واستدعاء العواطف الٲكثر حساسية.
لنتق الله في أنفسنا ومصالح اوطاننا ولنبادر صادقين إلى لم الشمل لا للتفرقه وٳلى القضاء على الفتن لا لترويجها وتأجيجها .
ليكن لسانك حصانك ٳن صنته صانك وٳن اهنته هانك يطبق المثل على ما تسطره يداك في الميديا الحديثة في شتى اشكالها.