الكاتبة - احلام علي الشهراني
لا يعلم أحد بمرارة الفقد إلا من مرّ بها. نعلم يقينًا أن هذه الدنيا دار مرور، ليست دار قرار. لكن هي حكمة الله أن أوجدنا وجعلنا على هذه البسيطة، ويكون فيها ابتلاءات عديدة: ابتلاء مرض في الجسد، وابتلاء حرمانك من شيء كنت تتمنى أن يحدث لك، لكن السنين انطوت، ولا تستطيع تحقيقه.
وأتحدث اليوم عن الفقد، وهو الموت: موت أخ، موت أخت، موت أم، أب، ابن، ابنة، كل حبيب وعزيز على قلبك. هي مصيبة أيما مصيبة. لكن الله سبحانه وتعالى أوجد لنا مع هذه المصيبة رحمة، وجعل الصبر ديدنها. الفقد شيء مؤلم، وحرقته في القلب لا يعلم به أحد. يقطع نيات قلبك، ويجعل منك شخصًا آخر. أنت بحد ذاتك لم تعد تعرف نفسك كما كنت من قبل.
لا بد لك من الإبتعاد، والهروب قليلًا من الواقع. أنت تقول: هل هذا صحيح؟ هل حدث هذا؟ لن أستطيع، ولم أستطع أن أرى هذا الشخص. ومليون استفهام واستفهام. لكن اترك لنفسك مساحة تستوعب هذا الألم، وتأمل: ماذا ألم بك؟ واجعل أُنسك القرآن، وكن مع الله، وابتعد عن من حولك من البشر إلى أن تشعر أنك أصبحت قويًا بالله.
وفي نهاية الأمر نحمد الله حمداً كثيرًا أننا مسلمون. أخي وأختي، استشعروا آخر ركن من أركان الإسلام، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره. لا يضر أن تحزن، وأن تدمع، لكن لا تنوح ولا تغضب رب العباد، وثق تمامًا أنها لو انكشفت الحجب لترى القدر الذي قدره الله عليك لحمدت الله كثيرًا.
رزقنا وإياكم الصبر والإحتساب. ورحم الله أمواتنا وأمواتكم وجميع المسلمين .
.jpg)

.jpg)

.jpg)

.jpg)
.jpg)




.jpg)

.jpg)
.jpg)










































.jpg)


.jpg)
.jpg)